الجمعة، 27 أغسطس 2010

{{{ جاااااااااااااااااااااى }}}






جاااااااااااااى ... الكف المره دى كان جامد يا سليم يا بدرى .. لكن على الطلاق من وصيفه اللى شبه قرص الجِله ما انا مفوتهالك .. وما ابقاش سليمان غانم عمدة كفر أبو غانم إن ما رديت لك الكف كفين .. وهاتجوز نزاكه ... هئ هئ هئ هئ .. وإبقى قابلنى فى البرلمان يا إبن البدرى ..
كالعاده .. تلقى العمده سليمان غانم الكف رقم ( ... ) والله زهقت من كتر العد .. على كل حال العدد فى الليمون ..
طبعاً كلكم عارفين مين هو سليمان غانم .. ومين هو سليم باشا البدرى .. والكف المره دى كان إسمه ( جدو )


إنتهت ملحمة جدو التى أثارت الرأى العام الرياضى على مدار نصف العام تقريباً .. إنتهت بصلح يثير الحيرة .. ويثير الشفقة .. ويثير الشكوك ..
إنتهت بصلح يجعل كتيبة مسلحة من الفئران المحمولة براً وجواً وبحراً تلعب فى صدور كل من يهمه الأمر .. وليس فأراً واحداً .. صلحٌ يضع ألف علامة إستفهام حول كل ماقيل من قبل بشأن تلك القضية .. وكل ما تم إعلانه من قبل أشاوسة الإدارة البيضاء ... وكتائب الكلام المدرعة .. وسلاح الجو والبر والبحر الإعلامى الأبيض .. حتى كدت أرى بعينى هذا اللاعب وهو يرتدى البدلة الزرقاء ( بدلة السجن ) وربما البدلة الحمراء على سبيل الإحتياط ..
دعونا من كل هذا .. فالمناخ لا يسمح بتقليب المواجع ..
ولكن هناك تساؤلات عديدة لابد من الوقوف أمامها ..
اولاً : - ما الذى أثار ذعر الإدارة الزملكاوية فى بلاغ جدو إلى النائب العام جعلها تلجأ إلى هذا الصلح العجيب ؟؟ رغم تأكيدات محام النادى ( أبو شقة ) من قوة الموقف الزملكاوى .. وأن هناك أوراق كثيرة أقلها يعلق اللاعب من عرقوبه .. وأن اللاعب النصاب مسجون لا محالة .. ولو حدث و كان القدر رحيم به .. فسينتهى أمره ببيع علب المناديل فى إشارات المرور .. وياما فى الجراب يا حاوى .. وسار على نفس المنهاج كل أعضاء مجلس الإدارة بما فيهم رئيسهم نفسه ..
ثانياً : - ما دام الأمر كذلك .. وهناك بطحة على رأس الإدارة البيضاء منذ البداية .. وأن كل ما تم تقديمه من أوراق كانت مزورة أو على الأقل كانت على بياض وتم ملؤها دون علم اللاعب .. فلماذا كانت تلك التصريحات النارية ؟ ولماذا كل تلك الحملات البربرية فى كل وسائل الإعلام مقروءة ومسموعة ومرئية ؟
ثالثاً : - ما ذنب جماهير الزمالك التى صدقت أكاذيب مجلس إدارتها .. ؟ وباتت تحلم باليوم الذى ينتقم فيه النادى من اللاعب الذى تلاعب بهم .. ولكنه فى النهاية أخرج لهم لسانه للمرة الثانية .. وها هو يحصل على ما لم يحصل عليه لاعب من قبل لعب تلك اللعبة ..
إذاً فالقضية من أولها كانت بُمب العيد .. وكانت رصاصات فشنك .. الغرض منها إعطاء الجماهير المكلومة جرعة مسكنه .. ولكن الجماهير صدقت .. والجماهير سارت وراء الكذاب .. فلم يصل بهم إلى أى باب ..
حقيقة وليس مجاملة
أنا اشفق على تلك الجماهير .. المكلومة دائماً فى مجالس إدارتها ..
أما كان أجدر بمجلس إدارة نادٍ عريق مثل نادى الزمالك أن يقول الحقيقة ؟
أما كان الأجدر به ألا يتلاعب بمشاعر الجماهير ويعشمهم بالحلق الذى لم ولن يأتِ ..
أما كان أجدر بهم عندما تبين لهم ضعف موقفهم منذ البداية أن يكفوا على الخبر ماجور .. حفاظاً على ماء الوجه .. وحتى لا يقفوا مثل هذا الموقف المخجل المشين .. وحتى لا تثار الأقاويل ؟ ولا تلعب الفئران فى الصدور؟
ولكن دائماً وأبداً
لك الله يا جمهور الزمالك

أبو مروان المصرى 


{{{ أسوأ 10 نساء فى التاريخ }}}


يا فتاح يا عليم .. يا رزاق يا كريم ... اللهم إنى صائم

ده إيه العنوان اللى زى وشك ده على الصبح .. ؟؟؟

.....

من المؤكد أن هذا سيكون لسان حال أخواتى وزميلاتى الفتيات والسيدات عضوات هذا المنتدى ...


فكما يقرأ الكتاب من عنوانه .. كذلك يقرأ الموضوع من عنوانه ..

والعنوان واضح جداً حتى لمن يضع على عينيه منظار كعب كوباية أو حتى تليسكوب


وأنا لا استبعد مطلقاً .. أن تطلق إحداكن دعوة لعقد جمعية عمومية طارئة لبحث هذا الموضوع .. مع التوصية بخراب بيت كاتبه على كل النِحل والمِلل .. شافعى ومالكى وأبو حنيفه ..


ولا أستبعد ان تصدر توصيات الجمعية العمومية الطارئة تلك.. بإهدار دم العبد لله .. والإعلان عن مكافئة - عبارة عن رحلة لمولد السيد البدوى - لكل من يأت بى حياً أو حتى طرنشات بالكاتشب


ولا أستبعد أن أدخل المنتدى فأجد الباب معلق عليه صورتى هكذا



ولكن مهلاً


وقبل كل تلك الثورات والتوصيات وخراب البيوتات العامرات
مش نشوف الموضوع إيه الأول


الموضوع بإختصار هو عرض لبعض الصفات السيئة والعيوب التى تتصف بها بعض النساء إن لم يكن الكثيرات منهن
منهن من تتصف بصفة أو أكثر من صفه
وهناك من تحمل داخلها كل تلك العيوب والصفات السيئة
ووقتها لن تكون واحده ست ... هاتكون ( ست اشهر )
وقبل رفع تلك الرايات والإعتصام التام أو الموت الزؤام أمام بوابة المنتدى للمطالبة برأسى
وقبل تلك الشعارات من عينة
يسقط بازوكا عدو المرأة ... نموت نموت وتحيا المرأة ... الخ
لماذا لا ننظر إلى الموضوع من الزاوية الأخرى ؟؟
لماذا لا نقول أننى لا اقصد ابداً ان اسئ إلى المرأة ولا أن أنتقص من قدرها ؟
فكل ما سأذكره هنا هى حقائق وصفات وعيوب تتصف بها بعض النساء
فلماذا لا نعتبر هذا الموضوع كجرس إنذار إلى كل فتاة وكل سيدة تطلع عليه .. ؟؟
لماذا لا تعتبرن أن تلك هى الصفات والعيوب التى يكرهها الرجل فى المرأة ؟؟
وعلى كل إمرأة أو فتاة تقرأ هذا الموضوع .. إذا ما وجدت فى نفسها صفة من تلك الصفات .. فعليها أن تتخلص منها سريعاً حتى تتجنب النكد الأسرى والأزلى فى بيوتهن


عموماً
سيتم عرض الموضوع بالطريقة البازوكية التى أظنكم قد إعتدوها

وكلمة فى أذن الرجال
ما تفرحوش قوى كده
الدور جاى عليكم
هو إنتم يعنى هاتسلموا من لسانى

الموضوع القادم إن شاء الله
{{ أسوأ 10 نساء فى التاريخ }} بردو
لا ما فيش خطأ ولا تكرار ولا حاجه
العشرة دول غير العشرة الأولانيين



هيا بنا نطالع الحلقة الأولى من مسلسل

{{ أسوأ 10 نساء فى التاريخ }}


{ 1 }



{{ لغم فى حياتى }}


هو نوع من النساء .. مثل الالغام . إذا ما دست عليها عن طريق الخطأ .. تنفجر فى وجهك ... هن مثل سلوك الكهرباء العارية .. إذا ما لمستها .......... ........
مبروك عليك الــ 220 فولت يا جميل

شعارهن فى الحياة ..

{ أنا أصرخ .. إذاً انا موجود }





نشوف الحكاية ... من البداية



يتسحب زغلول على اطراف أصابعه ويهمس فى أذن توحيده زوجته النائمة ... يدغدغ ذراعها برفق ... تستيقظ توحيده .. ويا ليتها ما إستيقظت

توحيده : - فيه ايه يا زغلووووووووووووووووول ... مالك عمال تزغد فيا كده ليه .. ؟ إنت فاكرنى حيطه ... ولا كيس قطن ... عايز إييييييييييييييييييه ... بتصحينى من النجمة لييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه .... ؟؟

زغلول ( برفق ) : - من النجمة فين بس يا حياتى ؟؟ دى الساعة داخله على 12 الظهر ...

توحيده : - أااااااااه .. هو إنت خاسس عليك إيه ... ما أنا الكاميريره اللى جابتهالك الست الوالده .... وابور زلط شغال ما بيعطلش ..... مش من حقى استريح ولا أنام براحتى ........ فطار يا توحيده ... شاى يا توحيده .... حضرى لى لبس يا توحيده ..... وتولع توحيده بجاز ... علشان خاطر سى السيد زغلول يفطر ويروق مزاجه ويلبس هدمه نظيفه ....... ربنا يا شيخ ياخدنى ويريحنى منااااااااااااااااااااااااااااااااااك ..

زغلول : - بعد الشر عنك يا روحى ... إن شالله اللى يكرهك يا حياتى .. طيب إيه رأيك بقى إنى مش بصحيكِ النهارده علشان أطلب منك أى حاجه .. ده أنا حضرت الفطار ياروحى وبصحيكِ علشان نفطر سوا ... ما النهارده اول يوم فى الأجازه السنوية ... إعملى حسابك طول الاسبوع ده هاتكونى إنتِ أميرتى وأنا عبدك المطيع

توحيده : - فطار ... يا ما جاب الغراب لأمه ... هو إنت تعرف تفتح باب الثلاجه حتى .. أكيد عكيت الدنيا .... وبعدين إنت بتقول أنك قاعد لى اسبوع بحاله فى البيت ... وهاكون أميرتك فى الأسبوع ده ... طيب يافالح وبعد ما الاسبوع يخلص .... هبقى إيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟

زغلول ( وقد بدأ يفقد هدوئه ) : - يا ستى لما يبقى يعدى الإسبوع يبقى يحلها ربنا .. ممكن نفطر بقى ونستهدى بالله كده ..

تتذوق توحيده الفول تلاقيه ناقص ملح ... حاضر يا حياتى .. هاجيب لك الملاحه .. يذهب الى المطبخ .... زغلووووووووووووووووووووول ... هات شوية شطه معاك ... حاضر يا روحى ... زغلووووووووووووووول .... حط الشاى على النار على ما اقوم ... عينى يا مهجة قلبى ..

ينتهى الفطار ... وتنهض توحيده لتصب الشاى بينما يفتح زغلول الجريده وفجأة

توحيده : - زغلووووووووووووووووووووووووول .... تعالى هنا بسرعه

يذهب زغلول مسرعاً ... خير يا حبى

توحيده : - خير ؟؟؟ وهاييجى منين الخيييييييييييييييييير ... إيه اللى إنت مهببه فى المطبخ ده ؟ .... بقى علشان تعمل شوية فول ماسخين .. وسلق بيضتين تقلب حال المطبخ كده ...؟؟

زغلول : - فين بس القلبه دى يا روحى ؟... دول كلهم طبقين ما فيش غيرهم ؟

توحيده : - أه ... صحيح .. هوإنت بتتعب فى حاجه . ؟ ما خدامة والدتك بتعمل كل حاجه .. مش عارفه اعمل أيه بس ... ؟ أولع فى نفسىىىىىىىىىى ... أحط دماغى جوه فرن البوتجاز وأولعه علشان أخلص منك ...

حرام علييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييك



ينسحب زغلول وقد شعر ان الدنيا اسودت فى عينه .. يتصل بصديقه فى العمل يخبره انه سيقطع أجازته من الغد ......



زغلووووووووووووووووووووووووووووووول .. انت سايبنى اهاتى هنا وقاعد تحكى فى التليفون .........

حرام عالييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييك ......



يضع زغلول سماعة التليفون بجوار الجهاز ... يذهب إلى الشباك... أاااااااااااااااااااه بوووووووووووم



صديق زغلول مازال على السماعة ... زغلول ... فيه إيه يا زغلول .. ما بتردش ليه يا زغلول ... مين اللى بيصرخ عندك ده يا زغلول ..؟؟

تأخذ توحيده السماعة

توحيده : - إنت مين وعايز إيييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟

الصديق : - أن أيمن صاحب زغلول .. هو راح فين ومالك بتصرخى فيه كده ليه ..

توحيده : - طبعاً .. هو إنت دريان بحاجه ... ما إنت عمال ترغى وخلااااااااااااص .. البيه صاحبك يا أفندى ... رمى نفسه من الشبااااااااااااااااااااااااااااك ......

الصديق : - يا نهار اسود ... إنت بتقولى إيه .... رمى نفسه من الشباك إزاى ؟ إنتحر يعنى ... ؟؟؟ يا نهار أسود .. ومش طالع له شمس .......

توحيده : - طبعاً نهاره اسود من قرن الخروووووووووووووووووووب ... البيه رمى نفسه من الشباك ...

وزمان البيجامه اللى لسه لابسها

بقت زى الطييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييين



تمت

&&&&&&&&&

{ 2 }


{{ أنا أشُك .. إذاً أنا دبوس }}


هذه المرأة التى تتصف بتلك الصفة .. تكون مثل النار التى تحرق نفسها أولاً .. قبل أن تحرق من حولها ..

إنه الشك ... ولا أتحدث هنا عن الغيرة .. وإنما الشك المَرْضِى الذى يدمر كل شئ جميل .. الغيرة لها حدود .. أما الشك فهو بلا قيود ولا حدود ... الغيرة مثل الشرارة البسيطة التى تشعل الحب وتأججه .. والشك مثل البنزين الذى يوضع فوق تلك الشرارة فيصنع ناراً متأججة .. تأتى على الأخضر واليابس فى الحياة الزوجية ..


ما تيجوا نشوف كده ......





يدخل مسعود من باب الشقة ليجد زوجته عطيات فى إنتظاره أمام الباب
وكعادتها كل يوم تلقى بنفسها بين ذراعيه وهى تردد كلمات من عينة .. إنت جيت يا نور عينى ... حمد لله على السلامة يا مهجتى ...
بينما تقوم عينتاها وأنفها بمهام اخرى تختلف عن مهمة لسانها ... فتقوم عينها المدربة بتفحص كل مللى من ملابس زوجها بحثاً عن شعرة حريمى أو بقعة أحمر شفاة خفية .. بينما تقوم أنفها بمهمة البحث عن رائحة عطر حريمى .. أو رائحة بودرة انثوية أو ما شابه
ينظر إليها مسعود بسخرية ويزيحها عنه برفق قائلاً

مسعود : - خلاص يا عطيات ... خلصتى مهمتك اليومية ؟؟
عطيات : - هو فيه إيه يا نور عينى .. ؟ أنا بس بطمن عليك .. ؟
مسعود : - بتطمنى عليا ولا على الأثار الحريمى المتخلفة عن لقاءاتى الثعلبية مع النساء.... ؟
عطيات مبتسمة فى خجل : - الله ... إنت مش عايزنى أغير عليك يا حبة الكريز بتاعة قلبى ..
مسعود : - هو اللى إنت بتعمليه ده إسمه غيره يا مهجة روحى .. ؟ ده يا حياتى إسمه شك .. إسمه الزوج مذنب ما لم يثبت العكس ودايماً العكس ده بالنسبة لك مش بيتثت .. إسمه خنقة يا نور عيونى ..؟
عطيات : - معقولة تتخنق منى يا حبيبى ... عموماً أنا آسفة يا حبى الوحيد .. مش هاعمل كده تانى .. أوعدك يا نور عينى ..
مسعود : - أفلح إن صدق ..
وفى تلك اللحظة يدق الجوال الخاص بمسعود والذى وضعه على المنضده عند دخوله .. وبطريقة لا شعورية تسرع عطيات بخطف الجوال قبل أن تصل يد زوجها إليه .. فتجد عليه رقم بدون إسم .. فترد على الجوال وهى تنظر إلى زوجها نظرات قاتله .. ولو كانت النظرات تخترق الأجساد .. لحولت نظرات عطيات جسد زوجها إلى مصفاة ... بينما وقف مسعود فى مكانه وهو ينظر إليها نظرات مشفقة ساخرة ..
عطيات : - ألو .... مين بيتكلم ..
الجوال : - ...........
عطيات : - طيب ثوانى ...
وتعطى الجوال لمسعود وهى تنظر إلى الأرض خجلاً .. وبعد ان ينهى مسعود مكالمته مع صديقه .. ينظر إليها بغيظ قائلاً
مسعود : - أظن أنك كده تجاوزتى الحدود قوى ... يعنى الراجل يقول إيه على دلوقتى , وإنت بتردى عليه بالطريقه دى .. ؟
عطيات ( ودموع التماسيح تسح من عينها ) : - وأنا هاعمل إيه يا مسعود يا حبيبى .. أنا لما شفت رقم من غير إسم .. الفار لعب فى عبى ..
مسعود بغيظ : - طيب شوفى بقى .. فهمى الفار - اللى من ساعة ما إتجوزنا وهو ما بطلش تنطيط فى عبك – فهميه إنه لو ما إنهدش أنا هاجيبله قطه تقرقشه .. يا ترى فهمانى ولا ... ؟
عطيات : - فهماك يا حبيبى .. معلهش بقى ما تزعلش روحك .. خلاص ..توبه إنى أعمل كده تانى ..
مسعود : - يا عطيات يا حياتى .. إنت بتوبى فى اليوم 50 مره وبترجعى تانى .. بتوبى أناء الليل وأطراف النهار .. وبردو ما فيش فايده فيك وفى شكك ده ..
عطيات : - أعمل إيه بس يا مسعود وأنا بحبك وبموت فيك .. ومش قادره أتخيل إن ممكن واحده تانيه تاخدك منى ...
مسعود : - يا عالم يا هوووووووووووه .. أنا عايز افهم بس حاجه .. هو الحب يعنى شك .. يعنى إستجواب ليل ونهار .. فى الداخله والخارجه .. يعنى فحص بمنظار وشمشمه فشر الكلاب البوليسية .. هو ده الحب من وجهة نظرك ..
عطيات : - ما خلاص بقى يا حبيبى . . إنت أنبتنى بما فيه الكفاية .. سيبك بقى من ده كله .. ده أنا طبخالك النهارده حتة أكله .. هتاكل .........
ويدق جرس التليفون الأرضى .. فتجرى عطيات مسرعة وترفع السماعة ..
عطيات : - ألو .... ألو .... الو ...... ما تردى يا هانم . . ردت الميه من زورك .. ما تردى يا بهيمه يا حماره .. ردى يا خطافة الرجاله يا ... أيه مين .. ماما .. لا طبعاً مش إنت يا ماما ... مين .. إن شالله أعدم مسعود ما اقصدك إنت طبعاً .. ما إنت اللى ما ردتيش .. طيب هاعرف منين أن الخط علق معاك ... طيب خلاص خلاص .. هاكلمك بعدين علشان الحق أحضر الغدا لمسعود حبيبى ... سلام
ودون كلمة زائده .. تضع عطيات وجهها فى الأرض .. وتذهب إلى المطبخ لتسخين الطعام .. بينما يدخل مسعود إلى الغرفة وتلحق به عطيات وتخلع عنه الجاكيت وهى تقول
عطيات : - عنك إنت يا نور عينى ... أنا هاقلعك الجاكيت بنفسى .. أنا موجوده هنا علشان اريحك وبس ..
ينظر إليها مسعود وعينه ينطلق منها الشرر
مسعود : - اه .. صحيح .. نسيت إنك لسه ما كملتيش مهمتك .. لسه فاضل حتة تقليب هدومى وش وقفا زى فردة الشراب ..
عطيات : - مسعود ... الله .. ما تقعدش تبكت فيا اكتر من كده بقى .. أوعدك يا روحى إنى عمرى ما هاشك فيك تانى خالص .. خلاص بقى انا إتأكدت إنك أخلص راجل فى الدنيا .. وإنك لا يمكن تخونى ولا تبص لواحده غيرى أبداً
بالطبع ينظر إليها مسعود نظرة اليائس الغير مصدق .. ويتوجه إلى الحمام .. ولكنه بعد دقيقتين يخرج مذعوراً على صوت زوجته وهى تصيح ..
عطيات : - مسعووووووووووووووووووود .... مسعوووووووووووووووود
مسعود : - فيه إيه يا عطيات .. .إنتى إتجننتى ولا الكهربا لسعتك .. مالك بتصرخى كده ليه ..
وتصيح فيه عطيات بصوت أفعوانى مبحوح ..
عطيات : - أنا كان قلبى حاسس .. أنا كنت عارفه إنك خاين وغشاش وخسيس .. طلقنىىىىىىىىىىىىىىىىى ... طلقنىىىىىىىىىىىىىى
مسعود : - أطلقك إيه يا مخبوله إنت ... فيه إيه ..؟؟ وإيه التخريف اللى عماله تخرفيه ده ... ؟؟؟
عطيات : - إنت هاتستعبط على يا مسعود يا بن لواحط .. مانتاش عارف فيه إيه ؟ .. ما خلاص ربنا كشفك وفضحك يا خاين يا غشاش يا بتاع الثلاث ورقات .. ربنا كشف ألاعيبك يا أفندى .. إتفضل .. إتفضل جسم الجريمه أهوه .. وإياك تنكر .. ده أنا مطلعاه من جيب جاكتتك ... يعنى لا تقولى ما اعرفش عنها حاجه .. ولا تقولى دى نطت فى جيبى من غير ما اعرف ... خلاص .. ما عدتش هاصدق أى كلمه اقولها تانى ........ طلقنىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى
وينظر مسعود إلى جسم الجريمة الذى وضعته فى يده وكان عبارة عن خاتم زواج ذهب مكسور من مكان اللحام .. ومكتوب عليها من الداخل حرفى ( ح & م ) 25/1 2008 ... وقال لها مسعود بهدوء
مسعود : - هو ده بقى جسم الجريمه ...
عطيات بتنمر وهى تصيح بأعلى صوتها : - أيوه هو ده ... تقدر تنكر إن ( ح ) دى تبقى عشيقتك ولا خطيبتك ولا مراتك التانية ؟ تقدر تنكر إن حرف ال ( م ) ده يعنى مسعود ... أنا خلاص كشفتك يا خسيس يا واطى .. طلقنىىىىىىىىىىىىى
مسعود : - يعنى إنت عايزه تتطلقى ... وأنا خسيس وخاين وواطى .. مش كده ؟
عطيات : - أيوه طلقنى يا مسعود .. أنا لا يمكن أعيش دقيقه واحده مع خاين زيك تحت سقف واحد .. طلقنىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى
مسعود : - بس كده ... غالى والطلب رخيص يا روحى .. عطيات يا مهجة قلبى ... روحى وإنت طالق .. طالق بالتلاته كمان ...
عطيات تبكى وتهنف وتتشحتف .. :- طلقتنى يا مسعود ..إهئ إهئ إهئ .. هانت عليك العشرة يا خاين .. إهئ إهئ إهئ ..
مسعود بتشفى : - وكمان علشان احرق دمك .. زى ما إنت كنت حارقه دمى طول سنين جوزانا .. هاقولك حكاية الدبله دى إيه ؟ .. علشان تفضلى تاكلى فى نفسك كل يوم لما تعرفى قد إيه إنت كنت غبية وإنك كنت بتلعبى بالنار لحد ما حرقتك وحرقتنى وحرقت البيت كله .. يا ما حذرتك .. لكن ما فيش فايده فيك ..
ويجذبها مسعود بغيظ ويريها الدبلة وهو يصيح فيها
مسعود : - بصى للدبلة دى كويس ... دققى فيها كده .. مش ده حرف ( ح ) يعنى حنان بنت عمك .. وده حرف ( م ) يعنى محمود أخويا .. وده تاريخ جوزاهم .. بصى ودققى يا عامية القلب والبصيره .. مش دى الدبله اللى إنت أخترتيها بنفسك ليهم .. مش إنت اللى قلتى يكتبوا حروف أساميهم بدل الأسم كله علشان المكان يساع تاريخ الجواز كمان ... عرفتيها ولا لسه الغباء عامى عينك ... أكيد طبعاً عرفتيه .. ومحود أخويا كان عندى النهارده فى الشغل وعطاهالى علشان اوديها تتلحم عن الجواهرجى اللى فى شارعنا ... عرفت بقى قصة الدبلة يا ننوس عين قلبى من جوه .... عيشى بحسرتك بقى .. وخلى الشك ينفعك



تمت

الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

{{ مدونتــــــــى }}


قالوا لى كثيراً 
لما لا تجعل لنفسك مدونة 
تجمع فيها أعمالك الأدبية ؟

قلت لهم أتقصدون 
خرافاتى البازوكية ؟؟؟

فكانت تلك التخاريف
أقصد المدونة

أرجو أن تنال إعجابكم 
وأن تشاركونى فيها 




{{{ صوتٌ من الماضى ؛ النهاية }}}



{ 11 }

ظل مروان طيلة المتبقى من تلك الليلة مسهداً يفكر فيما سمعه ورآه فى هذه الليلة , وظل يقلب الأمر فى رأسه , هل يوافق على القيام بهذه المهمة التى عرضتها عليهما الفتاة ؟ أم يكتفى من الغنيمة بالإياب وينفض يده من كل هذا الأمر وكفاه ما سمعه ورأه فى الليلتين السابقتين , وفى النهاية غفا مروان وكان قد إتخذ قرارة النهائى ,
وفى اليوم التالى إتصل تليفونياً بالبروفيسور فرنسوا , فأخبره الخادم أنه غير متواجد , فطلب منه أن يبلغ رسالة لسيده عندما يحضر , وهى أنه موافق ,
وظل مروان قابعاً فى بيته لم يبارحه فى هذا اليوم يطالع بعض الكتب التى حصل عليها مسبقاً من المكتبة العامة , حتى تلقى إتصالاً هاتفياً من البروفيسور عند المساء والذى أبدى سروره وإرتياحه لموافقة مروان على خوض تلك التجربة , فقد كان فرنسوا حريص كل الحرص أن يظل هذا الأمر معلوماً فى أضيق الحدود , وما دام القدر قد زج بمروان منذ البداية فى هذا الأمر , فكان من الأفضل أن يظل هذا الأمر بينهما هما فقط ,
وإتفق مع مروان على ان يلتقيا يوم الأربعاء القادم ليراجعا سوياً الخطة التى سينفذوها وذلك بحضور كريستين ايضاً , على أن ينطلقا يوم الخميس إلى قرية ( مون كرابو ) والتى بها مقر تلك الساحرة ,
وفى الموعد المتفق عليه إنطلقت سيارة تحمل البروفيسور وبرفقته مروان متوجهة إلى (مون كرابو ) فى الجنوب , بينما كانت كرستين قد سبقتهما إلى هناك بحجة أنها ستعد الطريقة التى سيتمكنون بها من التسلل إلى بيت تلك الساحرة ,

ووصلت سيارة البروفيسور ومروان إلى القرية وكانت الساعة قد تخطت العاشرة مساء , وهناك تقابلا مع كريستين فى إحدى المقاهى التى حددتها لهما من قبل وهناك أخبرتهما انهم لن يستطيعوا التسلل إلى البيت قبل أن ينتصف الليل , وقضوا بعض الوقت فى مراجعة التفاصيل , حتى حان موعد الإنطلاق لتنفيذ المهمة ,
وهناك بدا لهم البيت بطرازه القديم الذى يرجع إلى القرن الماضى , وكان البيت يحمل طابعاً مقبضاً للنفس , وكأنه يحوى بداخله شياطين الأرض , وكان السكون يعم المنطقة فقد كان البيت مقام فى منطقة متطرفة من البلدة وكأن الناس يخشون البناء بجانبه , إلى جانب أن الليلة كانت ليلة شديدة البرودة وإن كانت ليلة مقمرة وقد اضفى ضوء القمر الفضى جواً زاد من رهبة المكان ,
وبالطبع لم تكن هناك حراسة من أى نوع على هذا المنزل والذى يعد اثراً من الأثار التاريخية , فقد إكتفت الحكومة بكل ما دار حوله من سمعة سيئة , مما ضمن لها ان أحداً عاقلاً لن يجرؤ على إقتحامه فى أى وقت
ودارت بهما كريستين إلى الجهة الخلفية للمنزل حيث يوجد باب حديدى صغير دفعته بصعوبة حتى إنفتح مصدراً صريراً عالياً يدل على أنه لم يفتح منذ سنوات طويلة , وتقدموا من الباب الداخلى , وقامت كريستين بمعاجة مزلاجه بآلة ما كانت معها , ولم يستغرق الأمر منها كثيراً حتى أنفتح الباب وكأنها لصاً محترفاً مما أثار دهشة مروان ان تحمل مثل تلك الفتاة البادية الرقة تلك الخبرات العجيبة , وأصدر هذا الباب أيضاً صريراً عالياً , وولجوا إلى الداخل حيث كان الظلام دامساً إلا من ضوء القمر الذى بدد قليلاً من هذا الظلام الدامس , وإن كان أضفى على المدخل ظلالاً بدت وكأنها أشباح عملاقة , وأغلقت كريستين الباب فساد الظلام تماماً ولكنها سرعان ما أضاءت كشافاً كهربائياً بدد الكثير من هذا الظلام , وتحركت داخل الردهة بسهولة وكأنها كانت تعيش فى هذا البيت منذ نعومة أظافرها , وتقدمت الفتاة إلى المدفأة التى فى صدر القاعة وأشعلت بعض أعواد الثقاب فأضاءت شمعداناً سباعياً بدد الظلام تماماً فى الردهة , وشعر مروان بإمتعاض عندما أدرك ان هذا الشمعدان السباعى هو ذلك الرمز اليهودى الشهير , وألقى الجميع نظرة متفحصة على تلك الردهة وكم كان عجب مروان عندما رآها لا تختلف كثيراً عن أى ردهة فى أى بيت عادى , هذا بخلاف تلك اللوحات الزيتية البادية القدم والتى تحمل وجوهاً لرجال ونساء يبدو من ملامحهم المكر والشر , وكان يبدو من الملابس التى يرتديها صاحب كل لوحة من تلك اللوحات أنها تعود إلى أزمنة مختلفة ,
وأشارت لهما الفتاة أن يتبعاها وتقدمت إلى باب فى نهاية القاعة الفسيحة وكان يوجد فوق هذا الباب ذلك الصليب المقلوب , والذى إتخذته الجماعة التى أطلقت على نفسها عبدة الشيطان رمزاً لها ,
وعالجت الفتاة هذا الباب حتى إنفتح , فقابلتهم رائحة عطنة تثير الإشمئزاز , وشعر مروان بالغثيان عندما إقتحمت تلك الرائحة أنفه , وعندما أنارت لهما الفتاة الطريق بالشمعدان تبين لهما أن هذا الباب كان يخفى ورائه مدخل لقبو وكانت هناك عدة درجات سلمية تتخطى العشرين درجة , هبطت الفتاة أولاً وتبعها الإثنان , بينما زادت تلك الرائحة العطنة , وعندما لامست أقدامهم أرضية القبو شعروا بها وكأنها أرضاً رخوة وصارت , الفتاة فى خط مستقيم وهما من ورائها حتى وجدوا باباً حديدياً أخر فى نهاية هذا الممر , وكالعادة قامت الفتاة بمعالجة الباب حتى إنفتح , وتقدمت الفتاة إلى الداخل , ومن خلفها البروفيسور , بينما تسمرت أقدام مروان فى الأرض ولم يقوى على التحرك , فقد أدرك أن هذه الغرفة هى قبر الساحرة الشريرة , وحث فرنسوا مروان على التقدم فغالب الأخير خوفه ورهبته وتقدم إلى الداخل ,
وكانت الغرفة ضيقة إلى حد ما , لا تتجاوز مساحتها الخمسة أمتار فى أربعة امتار , وكانت جدرانها من الحجارة البيضاء العارية من أى طلاء و فى منتصف أرضبة الغرفة كان هناك مستطيلاً من الحجارة يرتفع عن الأرض بحوالى أربعين سنتيمتراً ويبلغ طول أضلاعة المترين طولاً وحوالى سبعين سنتيمتراً عرضاً , بينما كان يغطى سطحة رمالاً ناعمة بيضاء اللون , وفى كل زاوية من زوايا هذا المستطيل يوجد رمح معدنى طوله حوالى المتر ونصف المتر وفى نهايته توجد جمجمه ,
وفى صدر الحجرة كانت توجد مصطبة ترتفع حوالى متراً عن الأرضية وبعرض الحجرة كلها وكانت هناك عدة درجات رخامية من المرمر الأبيض وكذلك كانت المصطبة كلها من هذا المرمر الأبيض , وفوق هذه المصطبة يوجد كرسى يشبه تماماً عروش الملوك والأباطرة فى العصور المنصرمة , وإن كان افخم منها بمراحل كثيرة وكانت الوانه المذهبة زاهية وكذلك بطانته المخملية الحمراء , وكان يعلو هذا العرش العجيب ذلك الصليب المقلوب ولكنه كان يلمع بتوهج وكانه من الذهب الخالص , وعلى جانبى العرش كانت هناك لوحتان من المرمر الأسود بعرض خمسن سنتيمتر وتمتد من سقف الحجرة إلى طرف المصطبة الرخامية , وكان محفوراً فى تلكما اللوحتين رسومات وطلاسم عجيبة ,
وبخلاف هذا لم يكن بالغرفة أى شئ آخر , وكذلك لم يكن يوجد بها أى نوافذ بالطبع سوى كوة واحدة مربعة الشكل فى نهاية الحائط الجانبى الايمن , ويبدو أنها كانت متصلة بمجرى هوائى يمتد إلى خارج هذا القبو , حيث شعروا بتيار من الهواء البارد ينفذ منها ,
ووقف البروفيسور فرنسوا ومروان يطالعان الغرفة فى دهشة وذهول , بينما بدت كريستين وكأنها ليست تلك هى المرة الأولى التى تشاهد فيها هذا المكان , فلم يبد عليها إى إندهاش ولا تأثر ,
وعندما لاحظت ذهولهما قالت
> لقد كانت تلك الغرفة هى التى تتعبد فيها الساحرة أولجا سباستيان إلى سيدها , الشيطان الأكبر ( لوسيفر ) وهذا العرش الذى ترونه أمامكما معداً لهذا السيد إذا ما حضر إليها , إلى جانب أنه صاحب الدور الأساسى فيما سنقوم به الأن , والآن نبدأ فى الإعداد للطقوس .
ولم يزدهما كلام تلك الفتاة سوى المزيد من الرهبة والوجل , ولكنها لم تعيرهما أى إهتمام وتقدمت من تلك الجماجم التى كانت تعلوا الرماح حول جوانب القبر المستطيل وقامت بإشعال شمعة كانت توجد داخل كل جمجمة من تلك الجماجم الأربعة , وقامت برسم رسومات عجيبة وغريبة فوق الرمال البيضاء التى تغطى سطح القبر وذلك بإصبعها , وبمهارة شديدة جداً , وطلبت من البروفيسور الرقاقتان اللتان تحملان الطلسم الأكبر , ثم أخرجت من ملابسها قنينة متوسطة الحجم وفرشاة صغيرة من تلك التى تستخدم فى الرسم والتلوين , وفتحت القنينة , ووضح ما بها فقد كانت دماء , وإن كانا قد جهلا هل هى دماء بشرية أم دماء حيوان ما ,
وقامت الفتاة برسم تلك الرسومات العجيبة التى كانت موجودة على صفحة الرقاقتين الجلديتين فوق الرخام الأبيض أسفل العرش الموجود فوق المصطبة ,
وكانت البراعة والسرعة التى رسمت بها كريستين تلك الرسومات مثار دهشتهما , فقد بدأت وكأنها إعتادت هذا الأمر تماماً ,
واخرجت كرستين قنينة أخرى فى نفس الحجم وعندما فتحتها إنبعث فى المكان رائحة خبيثة أثارت غثيانهما , وقامت برش محتويات تلك القنينة حول العرش مما زاد من إنبعاث هذه الرائحة النتنه , وكأنها خلاصة روث البهائم
وبعد أن أنهت كريستين تلك الطقوس العجيبة أعادت إلى كل منهما رقاقة من الرقاقتين الجلديتين , وكانت ملامحها قد تبدلت تماماً وإرتسم على وجهها صرامة غريبة وقالت بصوت شديد الصرامة
> الآن وبعد أن اصبحت الغرفة معدة جيداً لإستقبال الروح ياتى دوركما , لا اريد أن انبه عليكما مرة أخرى أن تلك المرحلة هى أخطر المراحل وأهمها , وأى خطأ أو إهمال فسيصيبنا جميعاً أذى أكبر مما تتصور عقولكما يتضاءل أمامه الموت ذوباناً فى حوض من الحامض , سيبدأ فرنسوا بتلاوة الترنيمة التى تستدعى الروح , وعندما تبدو بوادر ظهورها فوق العرش لابد وأن يسرع مروان بترتيل ترنيمته التى سوف تقضى عليها , والآن ليتخذ كلاً منكما مكانه أمام هذا القبر بجوار أحد تلك الرماح التى تحمل الجماجم المضيئة
وقامت كريستين بإطفاء شموع الشمعدان ولم يبق من ضوء سوى هذا الضوء الخافت الذى ينبعث من الشموع التى بداخل الجماجم والذى أضفى على الحجرة مشهداً مريعاً , بينما جثت هى أمام العرش وكأنها تؤدى صلاة ما , معطية ظهرها لهما ,
وعند تلك اللحظة شعر مروان بالرجفة تسرى فى جسده واصبحت ساقيه لا تقويان على حمله , وهم بأن يطلق لساقيه الريح لولا حيائه من أن يبدو فى هذا المظهر الطفولى , وكأن البروفيسور قد شعر بما يختلج فى رأس مروان فشد على يده ليثبته ويبث بعض القوة فيه ,
وبدأت الفتاة تطلق ترنيمات وتعويذات بلغة غريبة ,وهى تشير وترسم فى الهواء بأصابعها رسومات وهمية , وفى اللحظة التالية أشارت إلى فرنسوا أن يبدأ ترتيله ,
وعلا صوت البروفيسور بالترتيل بنفس تلك اللغة والتى كانت قد تم ترجمة حروفها إلى الإنجليزية وإن ظلت لغة غير مفهومة ,
ومرت دقائق وكان البروفيسور مازال يرتل تلك الطلاسم , فجأة خيم على الحجرة جو ثقيل وكأن الهواء أصبح مثل الزئبق فى ثقله , وبدأ لهب الشموع يتراقص فى الوقت الذى إهتز فيه العرش وكأن هناك من يحركه ,
وفى تلك اللحظة جثت الفتاة أكثر حتى كادت جبهتها تلامس الأرض وهى تطلق ترنيماتها العجيبة , فى الوقت الذى يزداد فيه الهواء داخل الغرفة ثقلاً , وإنتشرت فى جو الغرفة رائحة منتنة خبيثة لا يظن أحد أنه قد شم مثلها من قبل , وكأن هناك أبواب ألاف القبور قد فتحت لتبعث ما سكن داخلها من روائح منتنة على مر التاريخ , وتردد فى الحجرة صوت يشبه هدير ألاف المحركات النفاثة , حتى كاد يصم آذانهما , وهنا حدث ما لم يكن فى الحسبان

لقد تتابعت الأحداث فى سرعة غريبة ,

فقد كان من المفترض أن يبدأ مروان بترتيل التعويذات والطلاسم التى كانت فى الرقاقة التى بيده ,
ولكنه بدلاً من هذا ألقى بتلك الرقاقة على الأرض وأخذ يبسمل ويحوقل , ويتلو ما تيسر له من القرآن الكريم , وفتح الله عليه فقرأ أية الكرسى ,
وفى نفس اللحظة أخرج البروفيسور فرنسوا ورقة عادية من جيبه وفردها بسرعة وقام بترتيل ما بها من طلاسم ,
وما أن بدأ فى ذلك حتى إلتفت إليه الفتاة وكان وجها قد تحول إلى صورة بشعة فى ظل تلك الأضواء الخافته , ونظرت إلى فرنسوا نظرة شيطانية وصرخت به
> ماذا تفعل إيها التعس ؟ توقف عما تتلوه يا رجل ..
ولكن فرنسوا لم يعيرها أى إلتفات وظل يرتل تلك الطلاسم والتعويذات ويجلجل صوته بها
وترددت فى الحجرة أصوات صرخات كأنها تأتى من قعر الجحيم

وإشتعل فجأة العرش بنار وهاجة وكانها الفسفور المحترق
وتفجرت بقع ٍ من الدماء لتغطى الرمال البيضاء فوق سطح القبر
وهمت الفتاة بالنهوض لتفتك بفرنسوا , ومروان الذى كان لا يزال يردد كل ما يحفظ من القرآن الكريم
وقبل ان تتحرك الفتاة من مكانها إنطلق لهب من النار التى إشتعلت فى العرش ليصيبها ,
وفى لمح البصر ,
تحولت الفتاة إلى كو مة من الرماد المحترق ,

وفى تلك اللحظة أطلق البروفيسور ساقيه للريح وهو يجذب مروان خلفه ,

ثم قام بإغلاق الباب الحديدى بإحكام ,
بينما ظلت تلك الصرخات الشيطانية تتردد داخل الغرفة
ولفح النار يكاد يذيب الباب الحديدى
وهنا أنطلقا الإثنين يسابقان الريح عدواً خارج القبو ثم خارج البيت كله ,
وظلا يعدوان ولم يحاولا حتى النظر خلفهما , حتى بلغا السيارة , فركباها وإنطلقا بها
وفى نفس تلك اللحظة تحول بيت الساحرة إلى كومة من الأحجار ,

***********
 
{ الخاتمة }


إنطلقت السيارة تحمل البروفيسور فرنسوا ومروان بسرعة كبيرة وكأن شياطين الأرض تطاردهما ,
وظل مروان على حالته من الذهول الصامت وكأ نه قد فقد النطق تماماً ,
بينما كان فرنسوا يحاول جاهداً أن يلملم شتات نفسه ويستعيد رباطة جأشه
وظلا على تلك الحال ما يقرب من نصف الساعة , وبدأ بعدها فرنسوا إبطاء سرعة السيارة حتى توقفت تماماً أمام إحدى تلك المقاهى المنتشرة على الطريق السريع , وطلب من مروان أن يهبطا لتناول مشروباً ساخناً يبعث الدفئ فى أوصالهما
فأطاعه مروان دون أن ينطق بكلمة , وعندما إنفردا بمنضدة بعيدة عن أذان المتطلفلين , طلب البروفيسور قدحين من الشيكولاتة الساخنة ,
ورشف فرنسوا رشفة من المشروب الساخن وقال لمروان
> أعلم جيداً أن تلك التجربة كانت فوق طاقة إحتمالك , ولكن لك أن تحمد الله اننا قد خرجنا منها سالمين , فما كان لأحد أن يعلم ما يمكن أن يحدث لنا فى هذا المنزل الملعون ؟
إرتشف مروان رشفة هو الآخر وقال بصوت واهن متعب
> أعتقد يا سيدى إنك لديك الكثير الذى تود أن تخبرنى به ؟ على الأقل تفسر لى تلك الجريمة البشعة التى أرتكبناها فى حق تلك الفتاة المسكينة ؟ التى تحولت فى لحظات إلى كومة من الرماد المحترق ؟
> نعم بالطبع , فأنا مدين لك بتفسير كل ما حدث اليوم , ولكنى كنت أظنك أكثر ذكاءاً من هذا , بالدرجة التى تجعلك تدرك أن الفتاة إستحقت عن جدارة كل ما حدث لها .
> ماذا تقول يا سيدى ؟ أرجوك أن توضح أكثر ؟
> يابنى لقد ارادت تلك الفتاة أن تمتطى ظهورنا لتحقيق رغبتها الشيطانية فى أن تكون الخليفة القادمة للساحرة أولجا سباستيان , مهلاً لا تنزعج هكذا , فتلك هى الحقيقة التى أدركتها أنا منذ البداية , فلقد بدأ الشك يساورنى تجاه تلك الفتاة منذ أن رأيت تلك النظرة الشيطانية التى إرتسمت للحظات فى عينيها عندما رأت تلكما الرقاقتين من الجلد اللتين كانتا تحويان الطلسم الأعظم , فلم تكن تلك النظرة أبداً نظرة إنسان يريد أن يقضى على هذا الشر العظيم , بل كانت نظرة نهم شرهه وكأنها بحاراً قد عثر على خريطة الكنز المفقود ,
> ولهذا السبب فقد رفضت أن تعطيها الرقاقتين ؟ أليس كذلك ؟
> نعم بالطبع , فكان لابد لى أولاً أن أتيقن ويطمئن قلبى للطريق الذى ستسير فيه تلك الطلاسم المرعبة , وقد زاد شكى فيها عندما وجدت تلك النظرة فى عينيها عندما خبأت الرقاقتين فى الدرج , وأدركت هى أنها لن تحصل عليهما , ثم بعد ذلك بدا لى كذبها فى بعض النقاط الحيوية مثلاً فى أثناء ظهور تلك الروح الجبيثة فى القاعة تلك الليلة التى قامت فيها السيدة لورا مارتينى بتجربة تحضير الأرواح , فقد قالت أنها حضرت خصيصاً وساعدت على ظهور تلك الروح , لكى تقضى عليها , فى نفس الوقت الذى قالت فيه أن القضاء عليها يستلزم طقوساً وترنيمات معينة لم تكن تملكها فى هذا الوقت , فكيف لها إذاً أن تفعل ؟ وإن كنت أظن أن هناك صفقة ما قد تمت بينها وبين تلك الروح الشريرة عندما هرولنا نحن خارج القاعة وإنفردت هى بها , وتلك الصفقة هى أن تحل محل أولجا سباستيان ,
>سيدى .. إن ما تقوله غاية فى الخطورة , ولا يكفى التخمين لكى تقطع به ,
> إنه ليس تخميناً يا مروان , ولكنه منطق , ولكن دعك من تلك النقطة , فقد عادت لتكذب مرة أخرى عندما أخبرتنى أنها قد قامت بحرق المخطوط الذى يحوى بروتكولات الإستحواذ , وهذا ما يتنافى مع أبسط قواعد العقل والمنطق ,فكيف لشخص ما يسعى لتحقيق هدف ما بإستخدام هذا المخطوط حتى ولو كان ناقصاً ؟ ثم يقوم بإحراقه قبل أن يحقق هذا الهدف بدعوى أنها قد حفظت ما به عن ظهر قلب , وكانت الكلمة الفاصلة فى كل تلك الشكوك والتى حولتها لدى إلى يقين , عندما صافحتنى وهو تزمع الإنصراف , فقد رأيت فى إصبعها خاتماً أعلم كنهة تماماً , ذلك الخاتم الذى يحمل نقشاً يمثل فرجاراً مدبب الطرفين وقاعدته لأسفل ويتقاطع مع حرف V المدرجة وبينهما أحد الحروف الأبجدية التى توضح رتبة صاحب الخاتم , إنه رمز الماسونية العالمية , وكان واضحاً من الرمز انها تتبوأ مركزاً هاماً فى هذه المنظومة , تلك المنظومة صاحبة الأفكار الجميلة ظاهراً والشيطانية باطناً , ولهذا فقد تأكدت وتيقنت من هدف تلك الفتاة , فما كان لإنسان يعتنق الفكر الماسونى الشيطانى , ثم يسعى لمحاربة الشيطان نفسه , ولهذا فأنا لا أستبعد مطلقاً أن تكون تلك الفتاة قد إنتزعت أسرار المخطوط المسمى ( ترنيمة الخلود ) إنتزاعاً من جدتها هيلينا , التى حرصت وكانت مخلصة فى حفظ هذا السر لمدة سنوات طويلة , ولا أستبعد ايضاً أن تكون قد قتلتها بعد هذا بطريقة أو بأخرى , فمن يعتنق هذا الفكر الشيطانى , فتوقع منه كل ما هو فظيع ,
> ولكن , لماذا أرادت إستخدامنا نحن دون غيرنا فى تحقيق هذا الهدف الذى كانت تسعى إليه ؟ فقد كان فى مقدورها الحصول على الرقاقتين بطريقة أو بأخرى حتى لو إرتكبت جريمة ؟
> يا ولدى , إن مثل تلك الفتاة غاية فى الذكاء , ولقد أدركت على الفور أننى قد علمت بخطور تلك الطلاسم , وتيقنت إننى لن أعطيها لها بهذه البساطة , وفى نفس الوقت قد اخفيهما فى مكان لا يمكنها الوصول إليه , فتبدأ رحلة البحث من جديد عنها , ولهذا فربما قالت فى نفسها ؟ لماذا لا أتخذ هما مطية لتحقيق هدفى , وبعد ذلك يسهل التخلص منهما نهائياً خاصة وأنها كانت تعلم أننا لا نعرف تفسير تلك الطلاسم , ومن ناحية المنطق كان هذا الحل أسلم لها ,فربما إن كانت إستعانت بأحد أخر ربما كان يعلم سر تلك الطلاسم ؟ وإحتكرها لنفسه او قضى عليها مثلما حدث الآن ؟
> يالها من فكرة شيطانية ؟ ولولا كنت أنت ياسيدى متنبهاً لها منذ البداية ؟ لكنا الآن قد قدمنا إلى هذا العالم باقة من أفخم أنواع الشرور فى هذه الدنيا , ولكنك يا سيدى لم تخبرنى كيف حدث ما حدث ؟ وما تلك الورقة الأخرى التى أخرجتها من جيبك وقرأت ما فيها وأدى إلى أن يحدث ما حدث ؟
أطلق البروفيسور ضحكة خافته وإرتشف ما تبقى فى قدحة من الشيكولاتة وقال
> لا تنسى يا مروان إنك قد ساعدت على ذلك ؟ بما ترنمت بها بعد أن ألقيت الورقة التى كانت فى يدك , واظن أنك كنت تردد قرآناً ؟ أليس كذلك ؟
> بلا يا سيدى , إنها بعض الآيات القرآنية التى نجابه بها مثل تلك المواقف , ولكن أوتؤمن بالقرأن يا سيدى ؟
> أنا أؤمن بالإيمان ذاته يا مروان , فيكفى أن يكون الإنسان مؤمناً بشئ ما مخلصاً فى إيمانه هذا , فهذا كفيل بالوصول بك إلى غايتك السامية التى تسعى إليها , على كل حال , فبعد تلك الزيارة المفاجأة من تلك الفتاة , وبعد أن تيقنت من سوء نواياها , فقد قررت التحرك بسرعة , ولهذا فقد طلبت مهلة قبل تنفيذ تلك المهمة , وأسرعت فى جلب المعلومات , والإتصال بكل من لى علاقة بهم , وخاصة فى جامايكا , حيث عاشت تلك الفتاة معظم سنون عمرها , وكانت الحصيلة التى حصلت عليها من المعلومات كافية لأن تؤكد كل ظنونى , فقد نشأت تلك الفتاة فى أحضان السحر والدجل والشعوذة التى تنتشر بصورة كبيرة فى جامايكا , فمنذ صباها ألقت بنفسها بين أحضان ساحرة شهيرة هناك وفى ظل غياب الرقيب , بوفاة والدتها وهى فى سن مبكرة ثم هجر والدها لها , فنشأت فى كنف جدتها التى كانت قد بلغت سناً لا يمنحها القوة لمواجهة جموح تلك الفتاة , وبعد ان إنضمت إلى إحدى المنظمات الماسونية فى جامايكا فقد حققت ترقيات سريعة بسبب نشاطها وإخلاصها لأهداف تلك المنظمة , وبعد أن حصلت على هذا السر والمخطوط , عادت إلى أرض أجدادها فرنسا , لتسعى وراء بقية هذا السر لتحقق الهدف الأكبر بالنسبة لها , هذا من ناحية المعلومات , بينما من ناحية أخرى كنت على يقين من أن هذا المخطوط الخطير فى حوزتها , ولهذا فقد كلفت أحد أصدقائنا من ذوى القدرات الخاصة , بإقتحام بيتها فى غيابها والبحث عن هذا المخطوط ومحاولة تصويرة فوتوغرافيا , وقد نجح فى هذا بالفعل , وكانت المفاجأة الكبرى عندما عكفت على دراسة هذا المخطوط جيداً مستعيناً بكل ما لدى من خبرات , وبكل ما لدى من مراجع ومخطوطات تتحدث عن السحر والطلاسم , إستطعت أن أفك شفرات هذا المخطوط وتوصلت إلى حقيقة مذهلة , فقد تبين لى أن سر الإستحواذ يكمن فى الرقاقتين معاً , على أن يتم تلاوتهما بتتابع منتظم , يتخلله ما رددته تلك الفتاة من ترنيمات أثناء تلك المراسم , أما الورقة الثانية التى كانت بحوذتك والتى إدعت أنها تحمل تعويذة القضاء على هذه الروح , فقد تبين لى أنه لو تم قراءتها بعكس إتجاهاها أى من اليمين إلى اليسار وليس من اليسار إلى اليمين , فإنها تفعل ما فعلته الليلة , وكان هذا هو السر الأكبر الذى إستطعت الحصول عليه , ولقد عكفت ليلة كاملة لكى أعيد كتابة تلك الحروف والطلاسم بطريقة معكوسة وبكل دقة , وضمنتها تلك الورقة التى كانت بجيبى , وفى الوقت المناسب قمت بإلقاء تلك الترنيمة المعكوسة , ونشكر رب السموات أنها كانت ناجعة وقامت بدورها بالفعل ,
> يالك من رجل ذكى أريب يا سيدى , دعنى إنحنى لك إحتراماً وتقديراً ,
أطلق البروفيسور ضحكة مرحة وربت على كتف مروان , وقال له
> ألم تشعر بالتعب بعد يا رجل ؟ أنى أكاد أسقط مغشياً على من فرط التعب ؟ هيا بنا نعود إلى منازلنا للحصول على قدر من الراحة
> أنت على حق يا سيدى , ولكن هناك سؤال أخير , ماذا كان مصير تلك المخطوطة ( ترنيمة الخلود ) وكذلك تلكما الرقاقتان اللتان تحملان الطلسم الأكبر ؟


أطلق البروفيسور ضحكة مدوية
ولكنه لم يُجيب على هذا السؤال إبداً

تمت بحمد الله تعالى
الطبعة الاولى أكتوبر 1992
الطبعة الثانية يناير 2010



{{{ صوتٌ من الماضى ؛ ج 5 }}}



{ 9 }

ساد الصمت للحظات بعد ان القى البروفيسور تساؤله هذا وادارت كريستين عينيها بينه وبين مروان ثم تبسمت إبتسامة غامضة , وقالت > اما عن كيفية دخولى ليلة أمس ؟ فقد دخلت مثلما دخل السيد مروان , فقد كان لدى بطاقة من تلك البطاقات , بالطبع لم أحصل عليها من خلالك يا بروفيسور , ولكن عن طريق السيدة ( لورا مارتينى ) فنحن متعارفان , ومنها أيضاً علمت – وبطريقة غير مباشرة أن هناك تجربة ستتم هذه الليلة لتحضيرروح ما , فكان لابد لى من حضور تلك الجلسة , والتدخل بطريقة ما لتحفيز تلك الروح الشريرة للحضور , ولهذا فقد تواريت عن الأنظار حتى يحين موعد ظهورى للقضاء على هذه الروح الشريرة , قاطعها مروان متشككاً > ألا ترين معى يا أنستى أن تلك القصة واهية بعض الشئ ؟ فمن أدراك أن تلك الروح الشريرة ستحضر فى تلك الساعة تحديداً ؟ ولو كانت القضية قضية تحضير تلك الروح ؟ فلماذا لم تطلبى هذا مباشرة من السيدة لورا مارتينى بأن تقوم بتحضيرها فى جلسة خاصة بكما ؟ ما دمت قد ذكرت إنك على علاقة بها ؟ ثم ما الغرض من كل ما حدث هذا ؟ وكيف كنتِ ستقضين على تلك الروح الشريرة ؟ نظرت الفتاة إلى مروان نظرة حانقة وإن كانت إبتلعتها سريعاً وعادت لتلك الإبتسامة الباهته التى إرتسمت على شفتيها منذ البداية وقالت > يبدو إنك متعجلاً دائماً فى حديثك يا سيد مروان ؟ فلو أنك أعطيت لى الفرصة لتكملة حديثى ؟ لوجدت إجابات لكل تساؤلاتك ؟ وهنا نظر فرنسوا إلى مروان نظرة عتاب , وأشار له بيدة إشارة معناها أن يصمت ويستمع لما تقوله الفتاة , دون أن يقاطعها , وإستطردت الفتاة قائلة > بداية لابد لكما أن تعلما أن معرفتى بالسيدة لورا مارتينى ليس بالقوة التى تمنحتى الحق فى طلب مثل هذا على سبيل الخصوصية , فهى لا تعرفنى أنا معرفة شخصية ؟ وإنما معرفتى بها عن طريق بعض الأشخاص الآخرين ؟ ولهذا فهى لم تتعرف على وقت أن ظهرت فى القاعة , ومن جهة أخرى فالسيدة لورا تعلم جيداً ما هى هذه الروح الشريرة ؟ وما هو تأثير ظهورها ؟ إذا ما حدث وفشلنا فى القضاء عليها ؟ مثلما حدث فى تلك الليلة ؟ وبالتالى فهى كانت على إستعداد لأن تلقى بنفسها فى حوض ممتلئ بحمض كبرتيك مركز ,على أن تقوم بمثل تلك العملية , ولهذا كان دورى أنا فى حضور تلك الجلسة وبصفة سرية , فهى لم تكن تعلم بحضورى فى هذا اليوم , فأنا أعلم أن مثل تلك الأرواح الشريرة تظل هائمة , فإذا توفر لها المناخ المناسب للظهور فإنها تظهر ,وليس هناك أنسب من هذا الجو الذى تجرى فيه تجربة لتحضير روح ما , وكان دورى هو ترتيل بعض التعويذات المعينة التى تستدعى تلك الروح ,ومن هنا كان جو الإرتباك واللغط الذى صاحب التجربة التى قامت بها السيدة لورا ,
صمتت الفتاة قليلاً وإرتشفت رشفة من المشروب الذى قدمه لها الخادم ثم إستطردت قائلة > أما عن السبب الحقيقى الذى أتى بى هذا المساء ؟ فلنا أن نعود بالذاكرة إلى الوراء عشرات الأعوام , ودعونا نراجع سوياً ما قرأتماه فى هذا المجلد الذى فى حوزتكم , فهو لم يذكر كل الحقائق , فهناك معلومات كانت خفية لا يعرفها سوى قلائل جداً من الناس , وقد أكون أنا آخر من يعلم تلك المعلومات وذلك بعد وفاة جدتى هلينا كازان منذ وقت قريب , فبعد أن إستطاع جدى الأكبر موريير كازان القضاء على تلك الساحرة الشريرة أولجا سباستيان , عثر فى منزلها بطريقة ما على هذا المخطوط المسمى ( ترنيمة الخلود ) وأدرك فى الحال مدى خطورة هذا المخطوط , خاصة بعد أن تعرض منزل تلك الساحرة للسطو عدة مرات بعد إحراقها , رغم كل ما يحيط بهذا البيت من أساطير ورعب يملأ قلوب كل أهل القرية , وقد أدرك جدى أن وراء محاولات السطو هذه محاولة العثور على هذا المخطوط والذى لم يكن يعلم بوجودة سوى قلة قليلة جداً من أقرب الناس إلى تلك الساحرة , ولهذا فقد أخفى جدى أمر هذا المخطوط تماماً حتى عن أقرب الناس إليه , ثم عكف عليه يدرسة لفترة طويلة من الزمن إستطاع بالرجوع إلى بعض المخططات القديمة التى تتحدث عن السحر والرموز والطلاسم فى فك بعض غموض هذا المخطوط , وأدرك وقتها مدى خطورة هذا المخطوط الأزلى والذى قد يعود تاريخه إلى أزمان سحيقة متوغلة فى التاريخ , وأدرك أيضاً سر هذا المخطوط وسر أهم طلاسمه , فهذا المخطوط كان يحوى بين دفتيه البروتوكولات الكاملة لعملية الإستحواذ التى يتم بواسطتها الإتفاق الشيطانى بين الشيطان الأكبر وبين الإنسان الذى يقبل تلك الصفقة الشيطانية . هذا بخلاف الجزء المتعلق بكيفية القضاء على هذه الروح تماماً , وشعر جدى بالرعب الشديد بعد أن أدرك سر هذا المخطوط وما يمكن أن يمنحه لمن يحوزه من قوة عاتية , وهنا فكر فى أن يقوم بحرق هذا المخطوط , ولكنه تراجع فقد أدرك أن حرق المخطوط لن يقضى على تلك الروح التى مازالت هائمة بعد إحراق الساحرة أخر من كانت تحملها فى جسدها الذى فنى بإحراقها , فربما عثر شخص ما وبطريقة ما على تلك الطلاسم فى مكان وزمان آخر ووقتها يستطيع أن يعيد تلك البروتوكولات والطقوس التى تعيد هذه الروح الشريرة إلى الظهور مرة أخرى , وعندها قرر جدى أن يفك طلاسم تلك الجزئية المتعلقة بإبادة تلك الروح الشيطانية , على أن يقوم بعد ذلك بمحاولة القضاء عليها وبالتالى تخليص العالم تماماً من شرورها , ولهذا فقد اخفى هذا المخطوط فى مكان لم يخبر به أحداً مطلقاً وزيادة منه فى الحرص فقد نزع منه أهم ورقتين , الورقة الأولى والتى بها طلسم الإستحواذ , والورقة الثانية يوجد بها طلسم الإبادة , وقام بإخفاء هاتين الورقتين فى مكان ما , حتى إذا ما قدر لأحد أن يعثر على هذا المخطوط , فيكون بلا فائدة كبيرة له لأن أهم طلسمين فيه مختفيان , وبهذا يصبح المخطوط لا يحوى سوى البروتوكولات فحسب , أما أهم طلاسم فهى غير موجودة , إلتقطت كريستين أنفاسها بينما كان فرنسوا ومروان ينظران إليها بكل تركيز وتعجب مما تحكيه تلك الفتاة الغامضة , وعندما رأت أنها قد إستحوذت على كل إهتمامهما أكملت قصتها > ولكن القدر لم يمهل جدى حتى ينفذ مخططه الذى كان يبغى من ورائه القضاء على تلك الروح
الشريرة , فقد قامت جماعة من تلاميذ تلك الساحرة الشريرة أولجا سباستيان بالقضاء على كل من كان له صلة مباشرة بإحراقها , فمن ناحية هم قاموا بالإنتقام لها , ومن ناحية أخرى كان يهمهم بشدة ان تظل تلك الإسطورة المروجة بين الناس عن عودة الساحرة حتى بعد إحراقها أن تظل باقية فى الإذهان حتى إذا ما عثر أحدهم على هذا المخطوط وإستطاع أن يستفيد منه فيكون المناخ السائد مهئ لإستقبال القوة الجديدة , ولهذا فقد حرصوا على أن تكون تلك الميتات على أبشع صورة , حتى يتوهم الناس أن من فعل هذا ليس بشرياً , ولكن مسعاهم قد خاب فلم يعثر أحدٌ منهم على المخطوط , وبالطبع أنتم علمتم أن الوحيد الذى نجا من تلك المذبحة كانت هى جدتى هلينا , وقد عثرت على مذكرات كان جدى قد كتبها قبل إغتياله , ومن خلالها علمت كل ما سبق أن حكيت لكم عنه , وظلت تبحث عن هذا المخطوط , حتى عثرت علية فى مكان لم يكن لأحد أن يتوقع وجوده فيه , ولكن بقيت أهم تلك الوريقات , وهى التى تحوى الطلاسم المكملة لباقى البروتوكولات الموجودة فى المخطوط والتى بدونها يصبح كالسيارة الكاملة , ولكن بلا محرك , ثم نزحت جدتى بعد ذلك إلى امريكا الجنوبية فقد خافت أن يكون مصيرها مثل مصير باقى العائلة , وإنقطعت أخبارها تماماً , وبمرور الوقت تناساها الناس ولم يعد أحد يذكر سوى تلك الحوادث الدموية التى جرت بعد إحراق الساحرة , وتزوجت جدتى من رجل أمريكى وعاشت فى ( جامايكا ) وأنجبت أمى التى توفيت بعد ولادتى بسنوات قليلة فكفلتنى جدتى هلينا , وفى فترات صباى لاحظت جدتى إهتمامى بأمور ما وراء الطبيعة , ولا يخفى عليكم أن السحر والدجل يوجد له سوق رائجة فى جامايكا , ومن هنا أطلعتنى جدتى على كل تلك الأسرار التى ظلت تحتفظ بها ولم تبح بها حتى لزوجها أو إبنتها الوحيدة وهى أمى , ولكنها أخفت عنى كل شئ يتعلق بشأن تلكما الورقتين , بل لم تذكر لى إن كانت قد عثرت عليهما من الأساس أم لا ؟ ولكن قبل وفاتها بأيام قليلة وبعد أن شعرت بدنو أجلها , أحضرتنى وجعلتنى أقسم على أن أحتفظ بما ستبوح لى به من أسرار على جانب خطير من الأهمية وعلى أن اعاهدها بتنفيذ وصيتها التى ستوصى لى بها , وهنا أخبرتنى بأنها قد عثرت على تلكما الورقتين وأنها أخفتهما فى غلاف أحد المجلدات الضخمة , وهذا المجلد هو ما بين يديكما الآن ( محرقة الساحرات ) فقد كانت تحتفظ بهذا المجلد الذى كتبة أحد المهتمين بتلك الأمور , فقد ورد ذكر الحادثة العائلية المتعلقة بعائلتنا فيه . وكان هذا المجلد قد إختفى تماماً رغم حرصها الشديد عليه , ولكن يبدو أن أحداً قد سطا عليه دون حتى أن يعرف ما يحويه , وكانت وصيتها لى أن أسعى جاهدة للعثور على هذا المجلد والحصول على تلكما الورقتين , وأن أقضى على تلك الروح الشريرة لكى أكمل ما لم يتمكن جدى من فعلة وما جبنت هى على القيام به , ولكن بما أنها وجدت فى الإهتمام بمسائل ما وراء الطبيعة والميتافيزيقيا فقد رأت أن أكمل أنا ما إنقطع من هذا السبيل ,


أنهت كريستين روايتها بينما ساد الوجوم بعض الوقت بالجميع ودار بينهم صمت مطبق , قطعه البروفيسور قائلاً > فى حقيقة الأمر تلك الرواية التى رويتيها لنا توضح أمور خفية كثيرة كنا نناقشها أنا ومروان قبل حضورك , وتريث البروفيسور قليلاً ثم أضاف > هل أفهم من ذلك أن سبب تلك الزيارة إذاً هى الحصول على تلكما الورقتين ؟ ولكن ما أدراك أنهما موجودتان هنا فى هذه النسخة التى بحوزتى ؟ > إن كاتب هذا الكتاب لم يجعل منه سوى ثلاث نسخ فقط إحداهم هى التى كانت بحوزة جدتى هلينا , وقد بحثت وتقصيت حتى عثرت على النسختين الأخرتين , ولكن إكتشفت أنهما ليسا النسخة المقصودة , فقد أنبأتنى جدتى أن هناك ملاحظات معينة كتبتها على بعض الحواشى فى تلك النسخة التى كانت بحوزتها , وقد علمت مؤخراً أن النسخة الأخيرة لديك يا سيدى , ولهذا حضرت إليك وإضطررت أن أفشى لك تلك الأسرار حتى تقتنع بقصتى وتمنحنى هذا المجلد , وأنا على أتم الإستعداد لدفع اى مبلغ تطلبه فيه , أو على الاقل أحصل على تلكما الورقتين , لكى أنفذ وصية جدتى بالقضاء على تلك الروح الشريرة تريث البروفيسور قليلاً وظل ينظر إلى الفتاة محاولاً ثبر غور نفسها , والنفاذ إلى أعماق عقلها , وهو يقلب تلك الرواية فى رأسه , ولكنه فى النهاية لم يجد بداً من أن يبحث فى هذا المجلد عن تلكما الورقتين , وبالفعل عثر عليهما كل ورقة كانت على حدى فى غلاف من غلافى الكتاب , وكم كانت فرحة كريستين طاغية عندما رأت تلكما الورقتين , وأخذ فرانسوا ومروان يطالعان ما وجداه فى هذا الغلاف , فكانتا الورقتين عبارة عن رقاقتين من جلد غريب الملمس شعر فرنسوا بقشعريرة تسرى فى جسده عند لمسهما , فشعر وكأنه يلمس جلد إنسان مدبوغ , وكانتا تحويان طلاسم ورموز عجيبة إلى جانب بعض الصور اليدوية والرموز العجيبة , وكانت مكتوبة بلغة غريبة وإن كانت تحت كل كلمة من الكلمات العجيبة تدوين لحروفها باللغة الإنجليزية ويبدو أن هناك من قام بترجمة تلك الحروف الغريبة , وأخذت الفتاة الورقتين منه وألقت عليهما نظرة متعمقة , وكان البشر يزداد وضوحاً على وجها رويداً رويداً , حتى صاحت فى النهاية بحبور ونشوة عجيبة , > نعم هما , وأخيراً وجدتهما , لقد إستنفذت وقتاً طويلاً وأنفقت مالاً وفيراً فى سبيل الحصول على هذا الكنز الخطير , تعجب البروفيسور من ردة فعل الفتاة عندما عثروا على الورقتين , فهل هى متحمسة إلى هذا الحد للقضاء على تلك الروح الشريرة ؟ أم أن هناك شئ آخر ؟ ولهذا فقد تناول الورقتين برفق من الفتاة ثم قام ووضعهما فى أحد أدراج مكتبه وأغلقه جيداً , ثم وضع المفتاح فى جيبه وعاد إلى مكانه ,

{ 10 }

عندما وضع البروفيسور فرنسوا الورقتين فى درج مكتبة إعتلا وجه الفتاة مسحة من الذهول والتعجب , حتى مروان نفسه تعجب من تصرف البروفيسور هذا , ولكنه ظل صامتاً ولم يعقب على تصرفه بينما صاحت الفتاة فى غضب ,
> هل أستسمح سيدى أن يفسر لى هذا التصرف الغريب ؟ هل تنوى حرمانى من تلكما الورقتين بعد ان عثرت عليهما ؟ لقد عرضت عليك أن تطلب ما تشاء من مال مقابل تلكما الورقتين , فأنا لدى ثروة كبيرة آلت إلى من عائلتى ؟
ضحك البروفيسور بصوت مرتفع ثم قال
> وهل تظنين يا فتاتى الفاتنة إنى فى حاجة إلى مالك هذا ؟ أياً كانت قيمته ؟ ثم من قال لك أننى سوف أحرمك منهما ؟ كل ما فى الأمر أننى أريد أولاً أن أستمع منك لخطتك القادمة , وكيف ستتمكنين من القضاء على تلك الروح الشريرة بواسطتهما ؟
ثم أضاف بلهجة خبيثة
> ثم اننى أخاف أن تؤذين نفسك , إذا ما فعلت هذا الأمر بمفردك ؟
نظرت الفتاة إلى البروفيسور نظرة عجيبة تحمل الكثير من علامات الإستفهام , ولكنها سريعاً ما إبتلعت غضبها سريعاً وعادت ترسم على وجهها تلك البسمة الرقيقة , فقد أدركت أنها لا تملك أن تجبر البروفيسور على إعطائها تلكما الورقتين , ولهذا قررت أن تتخذ أسلوباً آخر , فقالت بهدوء وود مصطنع
> بالطبع ياسيدى أنت محق فيما تقوله , ثم من قال لك أننى سأواجه تلك الروح بمفردى ؟ فلابد من مساعدة شخصين آخرين على الأقل للقيام بتلك البروتكولات والطقوس التى بواسطتها يمكن القضاء على تلك الروح الشريرة ؟ فها أنا اعرض عليكما أن تكونا شريكاى فى تنفيذ هذه المهمة الخطيرة , والتى سترحم البشرية من شر مستطير قد يحدث فى أى وقت ؟
وهنا إنتفض مروان صائحاً
> ومن قال لك أننى على إستعداد للمشاركة فى هذا الهراء الذى تتحدثين عنه ؟ لقد إستمعت إليك كأننى أستمع إلى حكاية من حكايات شهرزاد فى ألف ليلة وليلة , ولكن ليس معنى هذا أن أشارك فى مثل تلك الهرطقة ؟
فوجئت الفتاة بثورة مروان المفاجئة تلك , ولكنها نظرت إلية نظرة مستهزئة ساخرة , بينما أشار البروفيسور إليه أن يهدأ وينتظر , فتمالك مروان نفسه وجلس مكانه وعاد إلى صمته وسكونه حتى يصل إلى نهاية لتلك الرواية الهزلية التى يستمع إليها , ووجه البروفيسور كلامه إلى كريستين قائلاً
> قضية المعاونة من عدمها أمر سابق لآوانه , فقد ذكرت أن هناك مخطوط , هذا المسمى ( ترنيمة الخلود ) وأنه يحوى كل الطقوس التى من شأنها القضاء على تلك الروح , فأين إذن هذا المخطوط ؟ وكيف سنطبق ما فيه ؟
إرتبكت الفتاة للحظة وأن كانت قد تداركت بسرعة تلك الإرتباكة إلا أن هذا لم يفت البروفيسور , الذى كان لم يفتأ يدقق نظره فى وجه الفتاة , وأجابته الفتاة قائلة
> فى حقيقة الأمر يا سيدى لقد قمت بحرق هذا المخطوط , ولكن بعد أن نقشت كل حرف فيه فى رأسى حتى صرت أحفظه عن ظهر قلب بكل ما فيه من طقوس ورموز , فقد خشيت أن يقع فى يد أحد غيرى فآثرت التخلص منه ,
نظر إليها فرنسوا بنظرة متشككة ولكنه قال لها بمكرٍ
> مفهوم , مفهوم ... خيرٌ فعلت بإحراقك هذا المخطوط , فلا أحد يدرى ماذا لو أنه وقع فى يد أحد ما وإستطاع هذا الشخص الحصول إيضاً على تلكما الورقتين , ولكن هل لك أن تخبرينى بطريقة مختصرة عن تلك الطقوس التى يجب إتباعها ؟
> لابد أن تعلم أولاً يا سيدى أن المكان الوحيد الذى يمكن أن تجرى فيه تلك الطقوس , هو قبر أخر من استحوذته تلك الروح الشريرة , وهنا هو قبر الساحرة أولجا سباستيان , وقد علمت أن أنصار وتلاميذ تلك المرأة قد قاموا بدفن رفاتها فى حجرة ما داخل المنزل التى كانت تعيش فيه قبل إحراقها , وهذا المنزل مازال قائماً إلى اليوم , وقد قامت الحكومة من قبل بتجديده وفتحه كمزار سياحى لكل من يرغب فى مشاهدة مخلفات تلك الساحرة , وإن كانت تلك الحجرة التى تحوى قبرها ظلت مغلقة ولم يحاول أحد فتحها أبداً , ثم بعد ذلك بقليل قامت الحكومة بإغلاق هذا البيت تماماً وذلك أثر وقوع بعد الحوادث الغريبة للزائرين , وظل من يومها مغلقاً تماماً ولم يقترب منه أى أحد بعدما ترددت أقوال كثيرة بأن هذا البيت مسكون بالأشباح , وهنا فنحن نحتاج إلى التسلل داخل هذا البيت بطريقة أو بأخرى , ثم الدخول إلى تلك الحجرة التى تحوى قبر الساحرة , ثم بعد ذلك يتم إستدعاء تلك الروح الشريرة التى اصبحت منطلقة الآن , وذلك بواسطة الترنيمات الموجودة فى الورقة الأولى , ثم من خلال الترنيمات التى فى الورقة الثانية يتم القضاء عليها , ويكون هذا بتتابع منتظم , ومن شخصين كل منهما يحمل إحدى الورقتين , ولكن لكما أن تعلما أنه لابد من وجود وسيط لكى تظهر الروح من خلاله , وأنا سأكون هذا الوسيط ,
عقد الذهول لسان البروفيسور ومروان وصاح فيها مروان
> هل جننت يا فتاة ؟ بالله عليك كيف لك أن تضعى نفسك فى مثل هذا الموقف ؟ وماذا لو حدث أى خطأ ؟ ستكون حياتك هى الثمن فى هذا الوقت ؟
> لا تقلق يا سيد مروان لو تم السير على الخطوات التى سأرسمها لكما بدقة ,فلن يحدث أى شئ ؟ والآن يا بروفيسور , وبعد أن عرفت التفاصيل , فهلا أعطيتنى الورقتين ؟ فأنا فى حاجة إلى دراستهما قبل الإقدام على التنفيذ ؟
إبتسم البروفيسور فى خبث قائلاً
> يا فتاتى نحن انا ومروان اللذان نحتاج دراسة ما فى هاتين الورقتين , فنحن من سيقوما بترتيل ما فيهما ؟ وما دمنا سنلتقى جميعاً فى المكان المتفق عليه , فأنا أرى أن تظل تلكما الورقتين فى حوذتى , فهذا أكثر أمناً
نظرت إليه الفتاة نظرات تحمل بغضاً وغيظاً كظيماً ,ولكنها لم تكن تملك أى شئ , وخاصة بعد تلك اللهجة القاطعة التى ختم بها البروفيسور جملته , فقد أدركت أنها لن تحصل على تلكما الورقتين مهما فعلت , ولهذا فقد قالت له
> هل أفهم من ذلك أنكما قد وافقتما على معاونتى فى مهمتى ؟
هم مروان بالإعتراض مرة أخرى , ولكن قبل أن ينطق أشار له البروفيسور بالصمت وقال للفتاة
> وهل من الممكن يا فتاتى أن يفوت رجل مثلى تلك الفرصة الذهبية التى يقدم فيها مثل تلك الخدمة الجليلة للبشرية ؟
ونطق البروفيسور الجملة الأخيرة وهو يضغط على كل حرف من حروفها , وهنا أدركت الفتاة انه ليس هناك ما يقال بعد ذلك , ولهذا فقد إتفقت مع البروفيسور على الموعد الذى سيلتقيان فيه لتنفيذ تلك المهمة وهو ليلة الخميس المقبل , بعد أن إحتج فرنسوا أنه فى الأيام المقبلة لدية الكثير من المشاغل الهامة , وهنا مدت الفتاة يدها لتصافح الرجل , ولاحظ فرنسوا وجود خاتم شكله عجيب وعليه رسومات أدرك معناها جيداً , ولكنه لم يعلق على ذلك , بل ابدى أنه لم يلحظ هذا نهائياً , وبعد إنصراف الفتاة قال مروان للبروفيسور
> سيدى , أرجو أن تعفينى من تلك المهمة العجيبة التى تزمع القيام بها ,
وهنا صاح فيه فرنسوا غاضباً
> إسمع يا بنى , أنا لن أرغمك على فعل هذا , فهناك العشرات من يمكنهم القيام معى بتلك المهمة , ولكنى أرى - وهذا من أجلك أنت - أن تكمل معى ما بدأناه , فتلك الفرصة لن تجد مثلها مهما حييت ومهما بحثت ودرست , وإن كان الأمر متعلق بمعتقداتك ؟ فأنا على العكس من ذلك أرى أن ما سيحدث لن يخالف عقيدتك فى شئ , ألا يوجد عندكم من يقوم بإخراج الجن من جسد الإنسان الملبوس به ؟ فلتعتبر أن تلك المهمة هى القضاء على نوع خطير من الجن , وأنا لن أطالبك بالرد الآن , فكر أولاً وأمامك إلى الغد لتتخذ قرارك , ولكن عليك أن تخبرنى وقتها بقرارك أياً كان ,


{{{ صوتٌ من الماضى ؛ ج 4 }}}


{ 7 }

صاح مروان عندما رأى تلك الصورة التى أشار إليها البروفيسورقائلاً بفزع
>
إنها هى يا سيدى , نعم هى تلك الفتاة التى رأينها جميعاً تواجه تلك الساحرة الشريرة . سيدى أنا لم اعد أفهم شئ .. هل لك بالله عليك أن تفسر لى كل هذا ؟
>
إهدأ قليلاً يا بنى ودعنى أشرح لك كل شئ , مع الوضع فى الإعتبار أن الكثير ما سأقولة لك مبنى على التخمين وإن كان تخميناً مبنياً على حقائق منطقية فلتهدأ إذاً وتستمع إلى القصة التى أستطعت تجميع حروفها من خلال المعلومات التى قرأتها فى هذا المجلد إلى جانب بعض التخمينات المنطقية التى تتعلق بما حدث ليلة أمس ,
تناول مروان رشفة من المشروب الذى قدمه له الخادم منذ قليل وجلس وقد تحول إلى أذن ٍتسمع وعقلٍ يعى , وتحدث البروفيسير
>
ترجع تلك الأحداث التى نحن بصددها إلى نهاية القرن الماضى وتحديداً في نهاية عام 1885 , إى منذ ما يقرب من تسعين سنة تقريباً , تلك الحقبة التى كانت تمر فيها فرنسا بحالة من الهياج السياسى والشعبى , وإندلاع الثورات ضد الملكية تارة وضد الإمبراطورية البونابرتية تارة أخرى وكانت فرنسا بأسرها تبحث عن الهدوء فى ظل الصراعات القائمة بين الحكومات المتعاقبة والثورة الشعبية , وكانت قرية ( مون كرابو ) فى الجنوب الفرنسى من القرى التى كانت بعيدة عن تلك الفوضى السياسية التى تعيش فيها باريس والمدن الكبيرة فى فرنسا , ولكن كانت هناك حرب من نوع آخر تدور على أرض تلك القرية الهادئة نسبياً ,
لقد دارت رحى هذه الحرب بين عمدة هذه القرية وكان يدعى ( مورير كازان ) وبين الدجل والشعوذة على وجه العموم , وبين الساحرة الأشهر فى هذه القرية بل وفى معظم قرى ومدن فرنسا وكانت تدعى ( أولجا سباستيان ) والتى حازت على شهرة واسعة فى معظم ربوع فرنسا بأنها قد باعت روحها للشيطان منذ زمن بعيد واصبحت فى خدمته تماماً – هذا على حد ثقافتهم فى هذا الوقت – ولهذا فقد كان الجميع يرهبها بشدة ويعمل لها ألف حساب , وكان يكفى ذكر إسمها لإثارة الرعب فى القلوب , وكانت تشتهر أيضاً بنوع شديد الخطورة من أنواع السحر والذى يسمى ( سحر الفودو )

قاطعه مروان قائلاً
>
نعم .. لقد قرأت بعض المعلومات عن هذا النوع من السحر الأسود وهو يشبه إلى حد كبير ما يطلق عليه فى الشرق عندنا إسم الأعمال السفلية والتى تقوم على أساس أخذ ما يسمى ( بالأثر ) من شخص الضحية وهو يكون عبارة عن شئ متعلق بهذا الشخص كقطعة من ملابسه أو قلامة أظافر من أظافره أو حتى عدة شعرات من رأسه , ويتم عمل سحر على تلك الأشياء التى تحمل صفة من صفات الضحية كرائحة عرقه أو من أصل جسده ,
>
ليس بالضبط يا مروان ... فقد قرأت عن السحر الشرقى وما تطلقون عليه الأعمال السفلية , فهو قد يلحق ضرراً محدوداً بالضحية , أما بالنسبة لسحر الفودو والذى إنتقل إلى أوروبا والأمريكتين من أفريقيا فهو يعتمد اساساً على صنع ما يسمى بـ ( الفتيش ) والفتيش هذا عبارة عن دمية صغيرة تصنع غالباُ من القماش المحشو بالخرق ويتم وضع شئ متعلق بالضحية فى هذا الفتيش , كخصلة من شعره مثلاً أو قطعة من ملابسه أو أى شئ من هذا القبيل , ويصبح بعدها هذا الفتيش وبعد تلاوة ترنيمات شيطانية معينة علية وكأنه نموذج للضحية المطلوبة , وعند إالحاق أى ضرر بهذه الدمية الفتيش , فإن هذا الضرر يلحق فى نفس الوقت بالضحية صاحبة هذا الفتيش أياً كان مكانها بعداً عن هذا الفتيش , فمثلاً لو كسرت لها ذراعاً أو طعنتها بسكين , أو حتى أغرقتها فى حوض ماء فإن نفس ما تقوم به مع الدمية يحدث لشبيها وهو الضحية من الإنس ,
المهم أن هذا العمدة قد أعلنها حرباً ضارية للقضاء على تلك الشعوذة والدجل الذى غرق فيه معظم شعب فرنسا وخاصة الفلاحين البسطاء الذين أصبحوا يطيعون السحرة والدجالين ويخشون جانبهم أكثر مما يخشون جانب السلطات أو الحكومة , وإستطاع العمدة كازان هذا ومن خلال علاقته الطيبة بأهل القرية ومثقفيها من مواجهة تلك الساحرة أولجا سباستيان والحصول من الكنيسة - والتى بدات تخف قبضتها على كثيراً فى ذلك الوقت – حصل منها على حكم يبيح حرق تلك الساحرة لإحترافها الدجل والشعوذة , وتمكن بالفعل من القبض بمعاونة بعض رجال الشرطة الذين وافقوا على القيام بهذا العمل الخطير بينما فضل بعضهم الموت على أن يفعل هذا , وفى يومٍ مشهود وفى ساحة واسعة من ساحات القرية وبحضور جمع غفير من أهل القرية ومن خارجها , تم إحراق تلك الساحرة حية كما كان يحدث فى العصور الوسطى تماماً ,
ولكن لم يكن حادث إحراق الساحرة هو حديث أهل القرية بل كل من حضر تلك الواقعة , وإنما حالة تلك المرأة التى باعت نفسها للشيطان مقابل براعتها فى هذه الأعمال , فقد أحضرت المرأة وقد أوثقوها بشدة واضعين غماماة على عينيها ,ولكنها لم تهتز لحظة ولم يبد عليها أى رعب حتى بعد أن قيدوها إلى العامود واشعلوا النار تحتها , بل أنها أطلقت ضحكة شيطانية مروعة هزت قلوب كل الحضور بما فيهم هذا العمدة كازان نفسه , وأخذت تتوعد كل من فعل بها هذا وعلى رأسهم هذا العمدة بالويل والإنتقام الرهيب , وكم كانت نظرات عينيها تحمل هذا الكم الرهيب من الحقد والكراهية وهى تنظر إلى العمدة الذى كان هو من ألقى الشعلة التى أشعلت الحطب تحتها بنفسه , وقالت له ( لن تهنأ بعد اليوم , وإنتظر منى الإنتقام الذى يتناسب مع فعلتك ) وبرغم رباطة جأش هذا الرجل إلا أنه بالفعل قد اسر لبعض خواصه بعد هذا أنه قد شعر ببرودة الرعب تسرى فى جسده من تلك النظرات النارية التى رمته بها تلك المرأة ,
ومرت سنوات كثيرة على تلك الحادثة وكاد الناس يتناسون أمر تلك الساحرة لولا تلك الحوادث العجيبة التى بدأت تصيب كل من كان له علاقة بالقبض عليها وإحراقها , فقد تعرض كل من ساهم فى ذلك لحوادث بشعة أدت إلى موتهم ميتات أقل ما يوصف بها أنها دموية بما يفوق الوصف , أما عن العمدة موريير كازان فقد كان ما حدث له أبشع مما حدث للجميع , فقد وجد هو وعائلته كلها داخل قصرهم بالبلدة وقد تقطعت أوصالهم اشلاءاً وكأن هناك العشرات من الأسود قد هاجموهم وقطعوهم إرباً , وبالطبع لم تكن هناك أى متهم يمكن إلصاق تلك الجريمة البشعة به سوى تلك الساحرة , فقد إسترجع الناس حادثة إحراقها أمام اعينهم وإستعادت عقولهم كل كلمة تهديد ووعيد نطقت بها وظلت ترددها بصوتها الجهورى البشع حتى أتت عليها النار تماماً . . وبدأت الهمسات تدور فى ربوع القرية أن الساحرة قد عادت إلى عالم الأحياء مروة أخرى لتنفذ إنتقامها من كل الذين قضوا عليها , وأخذوا فى الربط بين كل الحوادث الغريبة التى لحقت بكل ألأشخاص الذين ساهموا فى ذلك للتدليل على صدق تكهنهم , وخاصة عندما إشتعلت النيران بدون مناسبة فى قصر العمدة بعد ذلك وتحول إلى أنقاض وخرائب فى ساعات معدودة ,

كان مروان يستمع إلى رواية البروفيسور وهو فى قمة العجب والدهشة , وبعد أن صمت فرنسوا سأله مروان وهو مازال على حاته من العجب والدهشة
>
ولكن يا سيدى هل تظن أن أهل تلك القرية صادقين فى تكهناتهم ؟ فما يقال هذا لا يمكن أن يصدقه عقل ؟
>
بالطبع لابد أن يكون هناك تفسيرات لما حدث , وإلا فكيف حدث ؟ وقد عكفت جهات كثيرة وقتها على دراسة تلك الحوادث من رجال شرطة وعلماء ورجال دين , وتوصلوا إلى حل قد يبدو منطقياً , وهو أنه برغم ما ما تمتعت به هذه الساحرة من رهبة لدى كل من عاصرها ولكن تلك الرهبة كانت مقرونة بالرعب والكراهية فى آن واحد , وبرغم أن كل من عاصرها قد تنفس الصعداء حين تم القضاء عليها بتلك الطريقة , إلا أنها لم تعدم بعض المريدين والأنصار وأيضاً التلاميذ التى حرصت على تعليمهم بعض فنونها , وأن هؤلاء الأنصار المحتملين قد إختفوا وقت أن تم القبض عليها وإحراقها , وأنهم قد عادو بعد فترة من الزمن لينتقموا لمعلمتهم ممن قضوا عليها , وقامو بتطبيق ما تعلموه منها على كل هؤلاء الأشخاص , وبنفس الطريقة التى برعت فيها أولجا سباستيان , وهى الفودو , فربما قد صنعوا فتيشاً لكل شخص ممن أرادو الإنتقام منه , وقاموا بتقطيع هذا الفتيش إرباً فحدث لأصحاب هذا الفتيش نفس الشئ , أو ربما قاموا بقتلهم وتقطيعهم بأيديهم , ولكن فى النهاية تصبح تلك النظرية هى الوحيدة القابلة للتصديق والأقرب للعقل والمنطق , وهذا ما أقتنع به أنا شخصياً
>
عجيب أمرك يا سيدى , أراك تميل الآن إلى التفسيرات المنطقية , رغم معارضتك لى فى مسألة تحضير الأرواح وإيمانك بها ؟
>
يبدو يا بنى إنك لم تدرك بعد طبيعة دراساتى وأبحاثى التى أعكف عليها ؟ فأنا قد أؤمن بوجود قدرات خارقة فى الجسد البشرى تظه إذا ما تم إستدعائها بطريقة أو بأخرى ؟ وقد أؤمن بتحضير الأرواح سواء كانت من تحضر هى الروح الحقيقية أم هى جان أو قرين ؟ ولكنى فى النهاية لا أستطيع أن اؤمن بما ينافى العقل والمنطق وإلا أصبحت مؤلفاً لروايات الخبال والعلمى وقصص الرعب وليس عالما يعتمد فى بحثه على التجربة والنتيجة , فلو سلمنا ان هناك من حضر روح هذه الساحرة فى هذا الوقت وهذا الزمن ؟ فهل هى قادرة بالفعل على إلحاق هذا الأذى والضرر المادى الذى لحق بكل هؤلاء الأشخاص ؟ فقد تستطيع التحدث غلى الروح أو سؤالها بعض الأسئلة , سواء عن طريق وسيطاً أو عن طريق أشياء أخرى مثل ( لوح الويجا ) مثلاً ؟ ولكن ان تقوم الروح بتلك الأفعال المادية الرهيبة ؟ فهذا خارج نطاق المنطق العلمى والعقلى , وأيضاً الدينى , ولا تنسى أنى مسيحياً ولست ملحداً . أما كيف تواجدت تلك الروح الشريرة فى هذا الوقت الذى ظهرت فيه داخل قاعتنا تلك , فتفسيرى الوحيد له , أنه ربما كانت تلك الروح هائمة ثم وجدت المناخ المناسب لحلولها فى جسد وسيط قامت بتجهيزه من قبل السيدة لورا مارتينى , وبسبب قوتها الشيطانية إستطاعت أن تستغل هذا المناخ وتسيطر على جسد الوسيط ,
دارت دقائق من الصمت بين مروان والبروفيسير وكان عقل مروان يرفض تماماً كل تلك التفسيرات المتعلقة بروح الساحرة ولكنه لم يجد أى تفسير منطقى آخر وقطع مروان حالة الصمت تلك سائلاً البروفيسور
>
تتبقى نقطة هامة يا سيدى لم تفسرها لى , وهى قصة تلك الفتاة التى واجهت هذا الساحرة ليلة أمس ؟ وما هى علاقتها بها اصلاً ؟ وكيف وجدت صورتها فى هذا المخطوط القديم , بينما رأيناها بالأمس رأى العين ؟
تنهد البروفيسور فى حيرة صومت قليلاً ثم قال لمروان

>
لقد بقى لغز تلك الفتاة التى رأيناها بالأمس هو لغز الألغاز بالنسبة لى . ولم أجد له حلاً منطقياً إلى وقتنا هذا , لقد اخبرتك أن صورة الفتاة تلك هى التى أوصلتنى إلى كل تلك القصة الطويلة التى سردتها عليك , فعندما شككت فى أمر تلك المرأة التى إلتبست روحها جسد الوسيط , بدأت التقليب فى هذا المجلد الضخموغيرة من المؤلفات المتعلقة بأكثر الشخصيات شراً فى التاريخ , ورغم أنى مررت على صورة الساحرة ولكنها لم تلفت نظرى فى البداية فهى مثلها مثل غيرها من الساحرات التى وردت صورهم فى هذا المجلد القديم , تحمل نفس النظرات الشيطانية والملامح الجبيثة , ربما بسبب تأثر الرسامين الذين كانوا يرسمون تلك الشخصيات بطبيعتهم الشيطانية , , , ولكنى عندما وقع نظرى على صورة تلك الفتاة مقترنة بافصل الذى يحوى قصة أولجا سباستيان أدركت على الفور أنها هى الشخصية المنشودة , ورغم أننى لم أكن على يقين تام من أن تلك هى صورة الفتاة التى رأيناها بالأمس لأننى لم أرى ملامحها جيداً بسبب الضوء الضعيف الذى كان ينير القاعة وقتها , ولكنك عندما رأيتها أنت وتعرفت عليها مباشرة وبعد أن قلت لى أنك قد رأيتها من قبل تلك الواقعة وكان هذا أثناء غرق القاعة فى الضوء , فقد تيقنت أننى قد سرت فى الطريق الصحيح ,
> أتقصد أن تقول أن تلك الفتاة التى رأيناها فى ريعان شبابها بالأمس لها علاقة مباشرة بتلك الساحرة التى قضت نحبها منذ عشرات السنين ؟ أى منطق هذا يا سيدى ؟
>
مهلاً يا بنى , أنه ليس منطقى كى تناقشنى فيه . ولكنه التاريخ كما ورد فى هذا المجلد , فكما ورد فى هذا الفصل المتعلق بتلك الساحرة أولجا سباستيان وعلاقتها بعمدة القرية فى هذا الوقت موريير كازان , هناك شخص واحد أفلت من تلك المذبحة الرهيبة التى حدثت لعائلة العمدة وإتأصلت شأفتهم تماماً وكان هذا الشخص هو نلك الفتاة ( هلينا موريير كازان ) إبنة العمدة الشابة والتى كانت فى رحلة خارج فرنسا وقت وقوع تلك المذبحة , ولهذا فقد نجيت من تلك الميتة البشعة التى لحقت بعائلتها كلها , ولم تذكر المصادر أى شئ عن مصير تلك الفتاة بعد ذلك سوى أخبار غير موثوقة , أو مجرد تكهنات وروايات جرت على ألسنة أهل القرية . تارة تقول ان تلك الفتاة آلت على نفسها أن تنتقم مما حدث لعائلتها , أما كيف وممن تنتقم ؟ فلا احد يعلم ؟ وترة يقولون انها تزوجت وهاجرت خارج فرنسا ولم يعلم عنها احد شيئاً بعد ذلك , وهناك رواية هامة جداً تناولها سكان المنطقة وقتها , وهى أن تلك الفتاة إعتكفت على دراسة السحر والعلوم الروحانية لمواجهة أى موقف مشابه قد يحدث لها ولعائلتها من بعد , وكانت تلك الرواية هى الأقرب إلى عقول الأهالى البسطاء الذين يؤمنون بمقولة إنه لا يفل الحديد إلا الحديد .

وكاد عقل مروان يطير من مكانة , فها هى القصة تزداد تعقيداً بعد أن وجد تفسير منطقى لتواجد روح الساحرة او قرينها الشيطانى , ولكن هاهو تواجد تلك لافتاة يغوص فى أعماق الخرافة والخزعبلات , فكيف لأنسان أن يحيا ما يقارب القرنين من الزمان , ولو فرض أن هناك من عاش كل تلك الفترة من الزمن ؟ فهل سيبقى على هيئته شاباً كما كان منذ تلك الفترة ؟

وإلتفت مروان إلى البروفيسور فوجده هو الأخر غارقاً فى حيرته وتفكيره ,فقال له

>
هل تريد أن تقول يا سيدى أن تلك الفتاة التى رأيناها بأعيننا جميعاً وسمعنا صوتها يآذننا , ؟ ما هى إلا شبح من الماضى ؟ كيف أتت إلى عالمنا ؟ وكيف علمت بوجود تلك الساحرة فى هذا الوقت ,؟ بل حتى من قبل أن تحضر ؟
مط البروفيسور شفتيه حائراً وأشاح بيده قائلاً
>
ما علمته قد نقلته لك بكل أمانة دون زيادة أو نقصان , أما كيف تراه أنت أو اراه أنا ؟ فهذا يرجع إلى معتقدات كلٌ منا , ولكن كل ما أستطيع قوله الآن , ولكن أين ترفرف الحقيقة بجناحيها ؟ فهذا ما لم أستطع الوصول إليه ؟ فالعقل والسنين تقول أن تلك الفتاة التى كانت فى العشرين من عمرها وقت تلك الحادثة , لابد وأن تكون قد جاوزت التسعين من عمرها اليوم , أما كيف جاءت إلينا على صورتها تلك ليلة أمس ؟ فهذا هو ما يجعلنى عاجزاً عن الإجابة ..
قطع حديثهما دخول الخادم وأخبر البروفيسور قائلاً
>
هناك فتاة ما تريد مقابلت سيدى فى أمر هام وتصر على ذلك رغم أننى نبهتها لتأخر الوقت , وأن سيدى لديه ضيف , ولكنها أصرت على ذلك فى إلحاح

تعجب فرنسوا من تلك الضيفة التى تأتى فى مثل تلك الساعة وتصر على مقابلته , ولكنه أمر الخادم بأن يأذن لها بالدخول , وقاما هو ومروان لإستقبال تلك الضيفة , وما أن أطلت عليهما حتى إرتدا مذعوران وقد إتسعت حدقاتهما رعباً ,


فلم تكن تلك الضيفة سوى هذه الفتاة , هلينا موريير كازان , صاحبة الصورة الموجوده فى مجلد الساحرات ....


***********
{ 8 }

تجمد الموقف للحظات وصمت الجميع
البروفيسور ينظر مذهولاً إلى الواقفة أمامه فى هيئة بشرية بينما يراها فى مخيلته شبح من أشباح الماضى .
مروان فقد القدرة على الكلام أو حتى الذهول فقد كان ما يراه فوق ما يمكن لعلقه الرافض للخرافة أن يتقبله ,
الفتاة تنظر إلى الإثنين وتعلوا شفتيها إبتسامة غامضة , وتلتمع فى عينتيها نظرات واثقة متحدية , بلا , فهى من تملك التفسيرات , ولم تفارق عينيها المجلد الضخم الموضوع فوق المنضدة الصغيرة أمامهم .
قطعت الفتاة فترة الصمت تلك قائلة
Ø ألن تدعوانى للجلوس ؟ أم سألقى ما أريد قولة و أنا واقفة هكذا ؟
لم يحر البروفيسور جواباً , بل ظل ينظر إليها لحظات إخرى , وفجأة إرتسمت إبتسامة إدراك على شفتيه , ولمعت عيناة بنور الفهم , وكأن هناك مصباح اضاء فى ذهنة مرة واحدة فأضاء له ظلام عقله ودله على الطريق الصحيح , وأشار إليها لكى تتخذ مجلسها بينما إنطلقت ضحكته , ربما سخرية من نفسه لأنه إنقاد وراء أوهامه , وربما لوم لنفسه لأنه لم يدرك الحقيقة منذ البداية , بينما بقى مروان على ذهوله ورعبه وإن كان نقل بصره إلى البروفيسور مستوضحاً فقال له الأخير
Ø أظن إن لم اكن مخطئاً أن الأنسة من عائلة موريير كازان ؟ أليس كذلك ؟
ثم قال موجهاً حديثة إلى مروان
Ø لا تتعجب يابنى .. أنظر إلى تلك الصورة لهيلينا كازان فى هذا المجلد ثم قارن بينها وبين تلك الأنسة الجالسة بيننا , وستدرك وقتها ما أدركته أنا الآن , الملامح قريبة الشبه , ولكن هناك إختلافات جوهرية ربما لا تتضح إلا إذا قارنت بين الصورة والأصل , والآن أيتها الآنسة , أعتقد أنك مدينة لنا بالكثير من التفسيرات ؟
نظرت إليه الفتاة نظرات إعجاب بذكائة وفطنته وقالت بطريقة مباشرة
> أنا ( كريستين رينييه ) حفيدة صاحبة تلك الصورة هليينا كازان , اما عن التفسيرات والتوضيحات ؟ فألقيا ما شئتما من الأسئلة وأنا أجيب عليها ؟
أخذ مروان برهة من الوقت حتى يستوعب الموقف جيداً , ويدرك أن الجالسة أمامه أنسية وليس جنية , فى الوقت الذى نظر فيه البروفيسور إلى كريستين قائلاً
Ø فى حقيقة الأمر إن لم يخوننى ذكائى , فوجودك هنا فى مثل تلك الساعة لابد وأن ورائة اسباب هامة جعلتك تفصحين عن نفسك بينما لم تفعلى مثل هذا الأمر وقتما حضرت إجتماع الأمس , فهل لى أن أتشرف بسبب تلك الزيارة ؟
Ø يسعدنى يا سيدى إستخدامك للأسلوب المباشر فى الحديث , فهذا يقصر على الطريق كثيراً , ولكن قبل أن أفصح عن هدف الزيارة فلابد أولاً أن أوضح بعض النقاط الهامة .
Ø كلنا آذان صاغية إذاً يا فتاتى ,
Ø واضح من وجود هذا المجلد الخاص بالساحرات ( محرقة الساحرات ) أنكما قد أدركتما بعض الحقائق حول ما حدث ليلة أمس , وإن لم تكن كل الحقيقة ولكنها مفتاح لها , فهل لى أن اعرف أولاً إلى أى مدى قد وصلتما فى إستنتاجاتكما وتحليلاتكما من خلال هذا المجلد ؟
وقص عليها البروفيسور كل ما توصلا إليه من معلومات وإستنتاجات بينما بقيت الفتاة صامته لا تنطق إلا للتأكيد على ما يقوله فرنسوا , وبعد أن أنتهى من كلامه قالت له
Ø سيدى .. ما توصلت إليه بالنسبة لما هو متاح لك من معلومات يعد أمر جيد جداً وتحليلاً شبه منطقى . ولكن يتنبقى بعض الحقائق الهامة جداً , فالنسبة لأولجا سباستيان تلك الساحرة التى حاربها جدى حتى قضى عليها , لم تكن هى أول من تستحوذ عليه تلك الروح الشريرة , فهذه الروح التى نلبست تلك المرأة هى من أقدم الأرواح الشريرة الهائمة فى الحياة البشرية ,ربما كانت منذ قرون أو منذ ألاف السنين او حتى منذ أن وجد الإنسان على سطح الأرض , وهى عندما تتلبس جسداً ما فإنها تعطيه قوى خارقة لا تتوافر لأى إنسان آخر , وبإختلاف الأزمنة تكون تلك القوى متناسبة مع هذا الزمن , فلو نظرنا من منظار التاريخ سنجد أنه فى كل حقبة تاريخية نرى حالات كانت تتمع بقوى حار الناس فى أزمنتهم أن يفسروا تلك القوى ومبعثها
قال لها البروفيسور مستوضحاً
Ø أتقصدين أنه تناسخ أرواح على مر الزمن البعيد ؟
Ø ليس بهذا المعنى يا سيدى .. ولكنها روح من قلب الشيطان الأكبر ذاته , إنها هبة أبليس للبشر , ومنحة ( لوسيفر ) لكل من يحصل عليها , - < < توضيح من المؤلف = لوسيفر هو أسم من أسماء إبليس عند الغربيين , وهناك ايضاً أسم اخر يطلقونه عليه وهو بعلزبول >>
قاطعها مروان منزعجاً وقال لها فى إستنكار
Ø هل تسمين ما قرأناه فى هذا المجلد , وما رأينا بعضاً منه من تلك المرأة الشريرة , منحة وهبة ؟ كيف يكون بالله عليك كل هذا الشر منحة أو هبة ؟
نظرت إليه الفتاة نظرة عجيبة نفذت إلى أعماق نفسه , ولم يدر مروان هل تلك النظرة لوم له لمقطاعتها ؟ أم هى إعتراضاً على إستنكاره لما قالت ؟ ولكن الفتاة جاوبته بصوت يحمل نبرة مختلفة عن نبرتها العادية , وكانت تلك هى المرة الأولى التى توجه كلاماً مباشراً إليه ,
Ø يبدو يا سيدى إنك ذلك الفتى الذى كان متواجداً ليلة أمس ؟ لقد تابعت حوارك وقتها , وفهمت منه أنك تعارض بشدة كل ما هو خارق للطبيعة , ولكن دعنا نتخطى المعتقدات حالياً فما أتحدث فيه الأن هو حقائق دونت عبر التاريخ وليست من محض خيالى , ودعنى أيضاً أقول لك أن ما تراه أنت شراً مستطيراً يراه غيرك هبة عظيمة , فهذا يتوقف على الزاوية التى ينظر إليها كلٌ منكم , ولو علمت ما تمنحه تلك الروح الشريرة لمن تستحوذ عليه من قوة وبأس ربما غيرت وجهة نظرك ؟ فهناك دائماً من هم على إستعداد لبيع أرواحهم للشيطان مقابل اقل من هذا بكثير , فالقاتل مثلاً واللص وكل مجرم عاتى على وجه الأرض قد باع نفسه للشيطان , ولكن فى مقابل شئ زهيد جداً إذا ما قورن بما يحصل عليه هذا الذى يريد تلك القوة التى تطلق عليها شريرة ,
كانت النظرة التى وجهتها الفتاة إلى مروان بعد ذلك نظرة حار فى تفسيرها وأيضاً فرنسوا تعجب منها , ولكن الفتاة عادت تبتسم فى ود مرة أخرى وأكملت حديثها قائلة
Ø كنت أقول أن تلك الروح تظل هائمة لسنوات طويلة حتى تسكن فى جسد ما وتمنحه تلك القوة الشيطانية , مقابل أن يمتلك ( لوسيفر ) روح هذا الشخص ويصبح عبداً له فى الوقت الذى يجند له الشيطان الأكبر الجن الذى يعاونه على تنفيذ المخطط الشيطانى الأعظم
كان مروان لديه فكرة عن هذا الموضوع وسبق أن تناقش فيه مع فرنسوا ولكنه لم يكن ليستعب كل هذا الهراء الذى يتنافى مع معتقداته الإيمانية التى ترفض مبدأ التناسخ وإن كان تلبس الجن أو ما يطلق عليه فى الشرق مس الجن أمر معروف لديه , ولكن قصة أن يبيع شخصاً ما روحه للشيطان مقابل القوة والسيطرة ؟ فهذا ما لم يستطع عقله أن يتقبله ولذلك لم يعقب مروان على كل هذه الأحاديث وآثر الصمت حتى يعرف أكثر وأكثر ,
وإستطردت الفتاة قائلة
Ø ولكن عملية الإستحواذ هذه تتم بواسطة طقوس معينة وقراءة ترتيلات وتعويذات سرية تماماً يكاد لا يعرفها سوى من يتعامل مع هذا الموقف مباشرة , وهذه التعويذات السرية جداً لا توجد إلا فى مخطوط إسمه ( ترنيمة الخلود ) وهذا المخطوط لا توجد منه سوى نسخة واحدة فى هذا الكون , وهى دائماً ما تكون فى حوزة الشخص الذى يتعاقد مع ( لوسيفر ) وعندما يفنى جسد هذا الشخص لسبب أو لآخر , فمن تقع فى يده تلك النسخة الوحيده , ويكون لديه العلم الكافى لفك طلاسمها ورموزها , يستطيع من خلال إقامة طقس معين أن يحل محل الشخص الذى سبقه ,
ظل مروان على ذهوله مما يستمع إليه من تلك الفتاة وشعر إنه يجلس فى إحدى الجمعيات الماسونية التى أخذت تنتشر منذ فجر التاريخ , وتتوغل داخل المجتمعات الغربية على الأخص وكانت هذه الجمعيات الماسونية تهدف إلى إجتذاب أكبر عدد ممكن من المناصرين , فظن مروان أن كل ما حدث هو وسيلة لجذبة إلى إحدى تلك الفرق الشيطانية ,
فى الوقت الذى ظل فيه البروفيسور صامتاً يستمع إلى الفتاة بكل تركيز ولم يحول عينه عنها وكأنه يزن كل كلمة تقولها ويقرنها بتعبيرات وجهها , وأخيراً تحدث قائلاً
> أظن أننى قد قرأت شيئاً عن هذا المخطوط المتوغل فى القدم , وإنه يعد أكثر الوثائق سرية فى هذا الكون , أعتقد أنى قد قرأت عنه فى هذا المجلد الذى بين أيدينا , ولكن عفواً أنستى , فأنت إلى الأن لم تفسرى لنا سبب تواجدك بالأمس دون دعوة ؟ وكذلك سبب تشريفى بتلك الزيارة الآن ؟