الاثنين، 16 أغسطس 2010

{{{ هذا مٌقَْام العارف بالله الشيخ اوباما الامريكانى }}}

لقد تتبعت حديث الرئيس الامريكانى اوباما مثل غالبية الشعب المصرى وربما غالبية الشعوب
وبما اننى لم اجد فية جديدا فقد رأيت انة لا داعى للتعليق علية .

ولكنى عندما مررت بالعديد من المواقع والصحف  وقرأت التعليقات التى كُتبت عن هذا الخطاب وجدت ان من الأفضل ان اقول رأيى فى هذا الخطاب بسبب الكثير من التعليقات التى رأيت فيها كمًا هائلا من الاوهام والاحلام الغير عادية والعشم الذى هو من الغشم .

فأحزننى كثيرا ان ارى من وصل به الامر التهليل والرقص والطرب لحديث هذا " الاوباما " 

الى الحد الذى كاد فية ان يصدر بيانا لكى يكتتب الشعب المصرى لبناء مقام للعارف بالله الشيخ اوباما الامريكانى عندما يموت ويصبح بعد ذلك مزارا روحانيا ومن زار الاعتاب ما خاب كما يقول الجهال

لقد كنت اتوقع ان ينخدع البعض فى تلك الجِبْة والعمامة التى دخل علينا بها هذا الاوباما وخاصة عندما وجدت هذا التهليل والتصفيق من المتواجدين فى القاعة الذى كان يصاحب كل كلمة ينطق بها " مثل السلام عليكم "  او اى آية من القرآن الكريم ينطقها ولكنى لم اتوقع هذا الكم من الاوهام التى اصابت الغالبية من الشعب المصرى ومن البسطاء الذين انساقوا وراء الخدعة ( البونابارتية ) التى دخل بها نابليون بونابرت على الشعب المصرى منذ اكثر من ثلاثة قرون من الزمان نفس الجبة والقفطان والعمامة التى ارتداها نابليون بونابرت رأيت الشيخ اوباما يرتديها اليوم ونفس الإنخداع الذى اصاب الكثير من الشعب المصرى فى نابليون رأيتة يحدث اليوم .

واعذرونى ان طال الحديث فى الموضوع فهو بحق يستحق الكثير من الحديث والتفسير والتحليل . فأرجو ان يتسع لى صدركم .

ولنتابع معا حديث اوباما ونحللة معا وفقا لمعايير السياسة الامريكية وليس وفقا لاحلامنا واوهامنا كشعوب عربية .

ولكن قبل الدخول فى تفاصيل التحليل لابد هنا ان اشير الى حقيقة هامة الا وهى طبيعة السياسات فى الدول الغربية عامة وفى امريكا خاصة .

فتلك السياسات تختلف تمام عن السياسات فى العالم العربى والعالم الثالث عموما فسياستنا نحن العرب تتغير بتغير القائم عليها فإذا مات رئيس وحل محلة رئيس اخر تم شطب سياسات الرئيس السابق بجرة قلم ورسم سياسة جديدة تتفق ونظرة الرئيس الجديد وهذا ما جعلنا نتققهر الى الخلف ولا نتقدم ابدا لاننا دائما ما نضع نقطة .  و...  من اول السطر .

اما فى الغرب وفى امريكا وبرغم ان الرئيس لا يستمر اكثر من دورتين أو ثلاث دورات على اقصى حد الا ان التغير فى السياسات العامة للدولة لا يحدث ابدا وان حدثت بعض التغيرات فى السياسات الداخلية من رئيس الى اخر ولكن هناك دائما ثوابت فى السياسات لتلك الدول لا تتغير مهما تغير الرئيس او فِكْر الحزب الذى يحكم فتلك السياسات تظل مستمرة ومتتابعة ومنها على سبيل المثال السياسات الخارجية المتعلقة بدول الشرق الاوسط والدول الاسلامية والعلاقة الازلية بين امريكا واسرائيل طبعا بالاضافة الى السياسة النفعية التى تشكل غالبية السياسات الغربية عموما .

فمن الوهم اذا ان ننتظر ان تتغير هذة السياسات الثابتة بتغير رئيس او حتى عشر رؤساء فتلك السياسات لا تحكمها عاطفة ولا فكر حزبى وانما يحكمها المصلحة العامة للدولة والتى يقرها الدستور ومجلس الشيوخ وليس الحاكم .

ووفقا لهذا المعيار يمكننا ان نحلل خطاب الشيخ اوباما وسأعرض هنا عدة تناقضات فى هذا الخطاب مما يؤكد هذا المعيار الثابت للسياسة الامريكانى .

اولا :- تحدث اوباما عن الارهاب المتمثل فى القاعدة ومن على شاكلتها ووجوب المشاركة مع الدول الاسلامية فى محاربة هذا الارهاب . ثم تحدث بتأثر شديد عن احداث الحادى عشر من سبتمبر وعن الالاف من النساء والاطفال الذين لقوا حتفهم فى تلك الاحداث دون ذنب . هذا جميل . ولكن نيافتة لم يتطرق للحظة واحدة للحديث عن عشرات الالاف من الشهداء الذين سقطوا فى العراق نتيجة غزهم الارعن للعراق ولا عن الاتهام الباطل الذى تم توجيهه الى صدام حسين وعن علاقتة بالقاعدة ( رغم انة حتى الان لم يثبت بالدليل القاطع ان تنظيم القاعدة كان وراء تفجيرات سبتمبر ) وامتلاكة لاسلحة نووية وغيرة من المبررات التى برووا بها غزوهم للعراق . ولا عن الالاف من المسلمين والعرب الذين سيقوا كالنعاج بلا جريرة الى معتقلاتهم سواء فى جوانتانامو او غيره . فهل دماء من سقطوا فى احداث سبتمبر اطهر من دماء من سقطوا فى العراق دون جريرة او ذنب الا المطامع الامريكية فى المنطقة ورفع العصا فى وجة من يتجرأ على تحدى اسرائيل .

ثانيا : - تطرق الخطاب بعد ذلك الى الحديث عن العراق وعن ان الوضع فى العراق يختلف عنة فى افغانستان وان الحرب على العراق كانت اختيارية .

ولا ادرى ما معنى اختيارية ؟ وهل كانت الحرب على افغانستان اجبارية حتى يكون الوضع هناك مختلف عنه فى العراق ؟ فإن كان يقصد بكونها اختيارية اى انها وقعت نتيجة سياسة فردية اتبعها سلفة بوش ؟ فلماذا استمر هذا الاحتلال الأمريكى للعراق ما يقارب السبع سنوات الان ؟ ولماذا تم انتخاب جورج بوش لفترة رئاسة ثانية رغم خوضة تلك الحرب التى لم تلقى قبول من الشعب الامريكى ؟ ام انة يقصد شيئا اخر لم افهمه من كلمة اختيارية ؟
ثم الحديث عن اغلاق معتقل جوانتانامو وكأن غلق هذا المعتقل هو نهاية للارهاب الامريكانى لمن يعارض سياستها أو توجهاتها ؟ وكانه لايمكن فتحة مرة اخرى ؟ او حتى بناء معتقل جديد بأسم ( اوباما نامو ) او ( باراك نامو ) او اى نامو يا شعوب غلبانة ؟

ثالثا : - ثم نأتى لقمة التناقض الأوبامى فى هذا الخطاب وهو الحديث عن القضية الفلسطينية
وقد اوضح اوباما فى تلك النقطة سياسة امريكا فيما يتعلق بإسرائيل وكأنة يوجه رسالة الى الجميع – انسى يا عمرو – اوعى تفكر يا اهبل منك لة ان كلامى بالقرآن والكام آية دول ان سياستنا تجاة اسرائيل هاتتغير (إن متانة الأواصر الرابطة بين أمريكا وإسرائيلمعروفة على نطاق واسع. ولا يمكن قطع هذه الأواصر أبدا وهي تستند إلىعلاقات ثقافية وتاريخية وكذلك الاعتراف بأن رغبة اليهود في وجود وطن خاصلهم هي رغبة متأصلة في تاريخ مأساوي لا يمكن لأحد نفيه. ) طبعا الكلام واضح

. وأعجب ما فى هذا الامر ان بدأ الحديث عن تلك القضية بكل هذا الالم والامتعاض والتأثر بذكر المحرقة التى تعرض لها اليهود – حتى انتظرت منة لشدة تأثرة ان يطلب من الحضور الوقوف 50 دقيقة حداد على قتلى المحرقة – وحقيقة الامر لا ادرى ما العلاقة بين تلك المحرقة المزعومة وبين ما يحدث فى فلسطين ؟ ولماذا يدفع الفلسطينيون والعرب ثمن ما فعله هتلر فى اليهود ان كان قد حدث ؟

ثم يتطرق بعد ذلك للحديث عن معانة الشعب الفلسطينى على انها مجرد الام نفسية ناتجة عن النزوح والتشريد على مدار اكثر من 60 عاما وكأن هذا هو فقط ما اصاب الشعب الفلسطينى والعربى نتاج هذا الاحتلال ( أما من ناحية أخرى فلا يمكن نفي أن الشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين قد عانوا أيضا في سعيهم إلى إقامة وطن خاص لهم. وقد تحمل الفلسطينيون آلام النزوح على مدى أكثر من 60 سنة حيث ينتظرالعديد منهم في الضفة الغربية وغزة والبلدان المجاورة لكي يعيشوا حياة يسودها السلام والأمن هذه الحياة التي لم يستطيعوا عيشها حتى الآن. يتحمل الفلسطينيون الإهانات اليومية صغيرة كانت أم كبيرة والتي هي ناتجة عن الاحتلال. وليس هناك أي شك من أن وضع الفلسطينيين لا يطاق ولن تدير أمريكا ظهرها عن التطلعات المشروعة للفلسطينيين ألا وهي تطلعات الكرامة ووجودالفرص ودولة خاصة بهم. )



ثم يتطرق فضيلة العارف بالله اوباما فى الحديث ليساوى بين اغتصاب واحتلال اسرائيل لأرض عربية وتشريد شعبها وحقهم فى تكوين دولتهم وبين الحق الفلسطينى فى تكوين دولتة القائمة على الاستقلال ( لقد استمرت حالة الجمود لعشرات السنوات: شعبان لكل منهما طموحاته المشروعة ولكل منهما تاريخ مؤلم يجعل من التراضي أمرا صعب المنال. إن توجيه اللوم أمر سهل إذ يشيرالفلسطينيون إلى تأسيس دولة إسرائيل وما أدت إليه من تشريد للفلسطينين ويشير الإسرائيليون إلى العداء المستمر والاعتداءات التي يتعرضون لها داخل حدود إسرائيل وخارج هذه الحدود على مدى التاريخ. ولكننا إذا نظرنا إلى هذا الصراع من هذا الجانب أو من الجانب الآخر فإننا لن نتمكن من رؤية الحقيقة: لأن السبيل الوحيد للتوصل إلى تحقيق طموحات الطرفين يكون من خلال دولتين يستطيع فيهما الإسرائيليون والفلسطينيون أن يعيشوا في سلام وأمن.
إن هذا السبيل يخدم مصلحةإسرائيل ومصلحة فلسطين ومصلحة أمريكا ولذلك سوف أسعى شخصياً للوصول إلى هذه النتيجة متحليا بالقدر اللازم من الصبر الذي تقتضيه هذه المهمة. )

هل هناك إستعباط اكثر من ذلك ؟ ان نساوى بين حقِ مزعوم لمعتدى وحق شرعى لمعتَدى علية ونتحدث عن الامر على انة حق مشروع للطرفين ؟

ثم نأتى الى النكتة اللذيذة فى الخطاب ( يجب على الفلسطينيين أن يتخلوا عن العنف إن المقاومة عن طريق العنف والقتل أسلوب خاطئ ولا يؤدي إلى النجاح )
( وينطوي هذا التاريخ علىحقيقة بسيطة ألا وهي أن طريق العنف طريق مسدود وأن إطلاق الصواريخ على الأطفال الإسرائيليين في مضاجعهم أو تفجير حافلة على متنها سيدات مسنات لايعبر عن الشجاعة أو عن القوة ولا يمكن اكتساب سلطة التأثير المعنوي عن طريق مثل هذه الأعمال إذ يؤدي هذا الأسلوب إلى التنازل عن هذه السلطة.)

لقد تحدث نيافة الحاخام اوباما عن العنف الفلسطينى تجاة اسرائيل المسالمة الغلبانة المستحية ولم يتحدث نيافتة عن المجازر اليهودية فى حق الشعب الفلسطينى والشعب المصرى والعربى على وجة العموم .
لقد قرأ نيافة الحاخام اوباما فى التاريخ ان تلك الاعمال الفدائية الفلسطينية التى قد تصيب كم فرد واقصى ما ينتج عنة من قتلى لا يتعدى اصابع اليد قرأ انها عنف وارهاب . ولم يقرأ نيافتة عن مدرسة بحر البقر ومصنع ابو زعبل ؟ لم يسمع سماحتة عن دير ياسين وقانا وصابرا وشاتيلا وغيرها من المجازر اليهودية من عصابة احتلال ضد شعوب عربية مسلمة .

تحدث فضيلتة عن الاسراء وصلاة الانبياء فى القدس ولم يتحدث عن اعمال الحفر اسفل المسجد الاقصى التى اوشكت ان تأتى على قواعدة وتدكة دكا ؟

ولا ادرى لمن يوجه هذا المشخصاتى حديثة ؟ هل يوجهه الى شعوب سكرانة ولا ( ضاربة زغروفين ؟ ) ولا باين هى دى الحقيقة بدليل هذا التهليل والطبل والرقص لهذا المشخصاتى ؟

وسأكتفى بهذا القدر من التحليل حتى لا يطول اكثر من ذلك فما سبق عرضة يكفى لتوضيح وجهة نظرى فى هذا الخطاب وما تركتة لم يختلف كثيرا عما عرضتة ففيه نفس التناقضات فيما يتعلق بالسلاح النووى او ما يتعلق بالنصارى فى مصر ولبنان كما حدد هو او الديموقراطية وحقوق المرأة وهذا الهبل المعتاد .

وليتفضل السادة الذين هللوا وحزموا اوساطهم ورقصوا طربا لهذا الخطاب ليبينوا لنا ما خرجوا بهم من هذا الخطاب ويرون ان كان قد قدم جديد الى الشعوب العربية ؟ هذا طبعا اذا تركنا تلك الزفة الصوفية للدرويش اوباما صاحب الكرامات واللى عدا البحر وما اتبلش ؟

فليأت هؤلاء الاخوة الاجلاء من هذا الخطاب بما يتنافى مع السياسة الامريكانى القديمة او اى تغيير لتلك السياسة جاء به مولانا اوباما هذا سوى الجبة والقفطان والعمامة التى ارتداها حديثة ؟

ايها الاخوة افيقوا ......... افيقوا وكفاكم اوهاما ...... السلام والمشاركة التى تحدث عنها هذا الدرويش لا تقوم ابدا بين دولة ضعيفة لا تملك من امر نفسها شئ واخرى قوية تسيطر على مفاتيح الاحداث . فلا شئ فى هذا العالم بدون ثمن . فليقل لى قائل ما هو الثمن الذى يمكن ان تدفعة تلك الدول المستضعفة للحصول على السلام والمشاركة فى ركب الحضارة العالمية الجديدة ؟


عذرا للإطالة ولكن الامر يستحق 
 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق