الاثنين، 16 أغسطس 2010

{{{ المشهد السياسى .. البرادعى وصل يا رجاله }}}



كلما إقترب موعد إنتخابات الرئاسة القادمة زادت التكهنات , وإنتعشت الأمال والأحلام لعل التغير يكون فى الطريق .
وكلما إقتربت ساعات الحسم طفا على المشهد السياسى صور وأحداث وشخوص
وإسمحوا لى أن أنقل لكم المشهد السياسى كما أراه الأن ومن خلال وجهة نظرى المتواضعة , والتى بنيتها على أساس متابعتى للوقائع والأحداث التى جرت على المسرح السياسى فى الآونة الأخيرة

لقد برز على المسرح السياسى فى الآونة الأخيرة ثلاثة شخصيات كل منها مرشح لأن يخلف الرئيس الحالى محمد حسنى مبارك – هذا بالطبع فى حالة أن يترك مبارك كرسى الحكم بإرادته – وإن كانت طبيعة ودور كل من تلك الشخصيات الثلاث يختلف عن الآخر ولكنهم يظلون هم الأبرز على الساحة حتى تلك اللحظة , وربما زاد عدد الأشخاص الذين سيلعبون دوراً فى المسرحية المنتظرة القادمة { هيا بنا ننتخب } التى يؤلفها ويخرجها الحزب الحاكم ,

الشخصية الأولى هى شخصية المواطن المصرى " جمال مبارك " – كما يطلقون عليه فى وسائل الإعلام – نجل الرئيس الأصغر والذى كان محور التكهنات والإستنتاجات والتحليلات خلال السنوات الخمس الماضية , والذى كان وما يزال هو المرشح الأكبر لخلافة أبيه سواء رضينا أم أبينا ,
وهذه الشخصية التى بدأ تلميعها سياسياً منذ فترة كبيرة , والزج بها فى الحياة السياسة والإعلامية من أجل إعتياد الناس على رؤيته فيصبح وجهاً مألوفاً على المسرح السياسى الداخلى والخارجى , وبرغم كل الإنتقادات التى وجهت إليه , وبرغم أنه لم يلقى القبول لدى عامة الشعب . إلا أنه يظل المرشح الأكثر حظوظاً فوق الساحة ,

يأتى من بعده الأخ الشقيق الأكبر والإبن الآخر لرئيس الجمهورية المواطن المصرى والأخ والشقيق " علاء مبارك " كما يطلقون عليه هو أيضاً فى الآونة الأخيرة من خلال وسائل الإعلام .
وبرغم أن علاء مبارك قد توارى إعلامياً منذ فترة طويلة ولم نعد نسمع أى أحاديث عنه سواء فى الإعلام أو حتى بين الناس وبعضهم البعض , وكأنه قد افسح المجال ليبرز شقيقة الأصغر على الساحة ,
ولكنه فى الآونة الأخيرة عاد للظهور مرة أخرى وبصورة كبيرة ومكثفة وذلك من خلال الأحداث الرياضية الأخيرة , بداية من مبارايات مصر والجزائر فى تصفيات كأس العالم وإنتهاء ببطولة إفريقيا لكرة اليد مروراً بالطبع ببطولة إفريقيا لكرة القدم والتى فازت بها مصر مؤخراً ,
وبدأت الأحاديث تدور حول الإبن البار والمواطن المصرى علاء مبارك , هذا الإنسان المتواضع الذى تشعر أنه أخوك أو أبنك أو جوز بنت خالتك , فى النهاية هو مواطن مصرى , هكذا كان وصفه فى وسائل الإعلام ,
وبدت تطفوا على السطح نغمة جديدة الغرض منها تلميع علاء مبارك إعلامياً ومن خلال الأحداث الرياضية التى ظهر فيها خلال وسائل الإعلام أكثر من حسن شحاته ولاعبى المنتخب أنفسهم ,
وأصبح الأمر محيراً ... فمن فيهما الذى يتم إعداده ليخلف أباه ؟
هل هو الكئيب المتجهم ؟
أم هو الراقص المتبسم ؟

ولا يقول لى أحد انهما بعيدان عن الصورة , وأن ما يحدث هذا من طبائع الأمور , فلم يكن تغيير المادة 76 من الدستور شيئ عبثى , ولا وليد البحث عن ديموقراطية غائبة , ولا إنتخابات حرة , فقد تم تغيير المادة خصيصاً لإتاحة الفرصة لإحدهما بترشيح نفسه على أساس أن الترشيح للرئاسة أصبح حقاً متاح لكل مواطن مصرى بشروط معينة , ومن محاسن الصدف أن تلك الشروط لا تتوفر إلا لإحدهما وأبرزها الحصول على نسبة ترشيح معينة من أعضاء مجلسى الشعب والشورى والمجالس المحلية , التى يسيطر عليها { الحزن } الوطنى الديموقراطى , يعنى العمليه فى بيتها يا معلم , 
أما الشخصية الثالثة , والتى يتوقع لها أن تقوم بدور { السنيد } فى تلك المسرحية السياسية المتوقعة فهو الدكتور " محمد البرادعى " تلك الشخصية المشهورة دولياً , مدير وكالة الطاقة الذرية التابعة لهيئة الأمم المتحده السابق , والحاصل على جائزة نوبل فى السلام , ومع إحترامى الكامل لشخص البرادعى ومكانته الدولية , ومع إحترامى لكل رأى يخالف رأيى بالنسبة لدور{ السنيد } الذى أرى أنه سيقوم به سواء بإرادته أو أنه قد تم دفعه للقيام به ,
فقد طفت هذه الشخصية الدولية على الساحة فى الآونة الأخيرة بعد أن إنتهى عمله الدولى , وبعد أن أعلن إستعداده لترشيح نفسه فى إنتخابات الرئاسة القادمة , وبعد هذا الإستقبال الشعبى الذى قوبل به فى المطار حين عودته إلى أرض الوطن, وبرغم كل الترشيحات والتأييد الذى حصل عليه فى الآونة الأخيرة بعد إعلانه هذا ومن قبل مواطنين يحلمون بالتغيير ودماء جديدة تضخ فى شريان الدولة بعد ان أزكمت الأنوف رائحة هذا الدم الفاسد الذى ظل يسرى فى عروقها خلال العقود الماضية , وبرغم ايضاً الإنتقادات التى وجهت له سواء كانت تلك الإنتقادات موضوعية أو كان الغرض منها تشويهه سياسياً وإعلامياً على أساس أنه لم يشارك فى معركة من معارك مصر السياسية أو الإجتماعية على أساس أنه قضى معظم حياته خارج مصر ومن ثم فهو قد هبط على الأراضى المصرية ببراشوت ويظن أن الأحضان تنتظره لكى يكون رئيساً قادماً لمصر , وبرغم الجنسية الثانية التى يحملها , أقول أنه برغم كل هذا , فما شاهدته اليوم من خلال حديث البرادعى على قناة دريم فى برنامج العاشرة مساء , جعلنى أرى أنه سيقوم بدور السنيد الذى قام به من قبله وفى الإنتخابات الماضية شخصيات كثيرة وصلت إلى عشر شخصيات منها من كان بارزاً مثل " أيمن نور " رئيس حزب الغد " ونعمان جمعة " رئيس حزب الوفد وقتها ومنها من لم يسمع به أحد إلا حينها من اسماء لم يكن لها أى دور سياسى ولا حزبى على اساس أن أحزابهم لا يعرفها إلا القليل جداً من أفراد الشعب
أما الأساس الذى كونت علية رأيى فهو المعطيات التى تنبع من الوضع السياسى والتخطيط من قبل النظام لإختيار الرئيس القادم , فالبرادعى ليس عضواً فى أى حزب سياسى من أحزاب زهور الحائط , وليس لديه حزب يسانده , هذا بخلاف أن النظام لو كان إستشعر أى خطورة من جهته ما كان سيسمح له أن يبرز هكذا على الساحة , حتى لو كان يحتمى فى صفته الدولية السابقة ,
ولكن فى النهاية يظل البرادعى شخصية من تلك الشخصيات المرشحة لخوض إنتخابات الرئاسة القادمة ,
فمن سيأكل الكعكة ؟ ومن سيلعق الصحون ؟
 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق